ذكر مصدر دبلوماسي سوداني لوكالة أنباء "رويترز" اليوم الأربعاء، أن الجيش علق مشاركته في محادثات جدة بشأن وقف إطلاق النار وتمكين وصول المساعدات الإنسانية.
وبدأت المحادثات في أوائل مايو وأسفرت عن إعلان يتعلق بالالتزام بحماية المدنيين واتفاقين قصيرين لوقف إطلاق النار تم انتهاكهما مرارا.
ومساء الثلاثاء، أعلنت قوات "الدعم السريع" بالسودان، "الدعم التام" للمساعي السعودية الأمريكية المرتبطة بوقف إطلاق النار مع جيش البلاد وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع.
وقالت "الدعم السريع"، في بيان، إنها "تجدد دعمها التام للمبادرة (المساعي) السعودية الأمريكية بشكل صادق وأمين استشعارا لحجم المعاناة التي يعيشها شعبنا خاصة في المناطق المتأثرة بالحرب التي فرضت علينا ولم تكن خيارنا إطلاقا".
وأضافت أن "خروقات الهدنة مستمرة من الجيش حيث يواصل القصف الجوي وطلعات الطيران والمسيرات، وهو ما عطل الهدف الرئيسي من الهدنة، وهو معالجة الوضع الإنساني الكارثي للشعب"، فيما لم يصدر تعليق فوري من الجيش بشأن هذه الاتهامات.
وتابعت: "على الرغم من كل ذلك سنواصل التزامنا بالهدنة، ونعمل بجدية من أجل انجاحها وستكون أولوياتنا كيفية معالجة الأزمة الإنسانية".
وتتواصل منذ عدة أسابيع محادثات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في مدينة جدة السعودية برعاية المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ 15 أبريل الماضي.
ومساء الإثنين، أعلنت السعودية والولايات المتحدة، اتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بينهما، لمدة 5 أيام إضافية.
وجاء الإعلان بالتزامن مع انتهاء مدة اتفاق معلن بين الجيش و"الدعم السريع" لوقف إطلاق النار قصير الأمد لـ7 أيام وترتيبات إنسانية، برعاية سعودية أمريكية.
ومن ناحية أخرى، أشارت قوات "الدعم السريع" إلى اتخاذها لإجراءات تهدف لـ"معالجة الوضع الأمني المتدهور الذي يعاني منه السكان".
وذكرت أنها "خصصت قوة لتأمين المرافق الخدمية والأحياء السكنية، مهمتها حماية المدنيين ومؤسسات الدولة بصورة مؤقتة حتى انتهاء الحرب واستعادة الأمن والاستقرار".
ودعت إلى تشكيل لجنة مشتركة تضم كل من الصليب الأحمر ونقابة الأطباء بالسودان، للوقوف على جاهزية المستشفيات والمرافق الصحية.
والأحد، أعلنت نقابة أطباء السودان، في بيان، ارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين إلى 866، فيما وصل عدد الإصابات إلى 3 آلاف و721 جراء الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل الماضي.