طالب أولياء أمور طلبة بضرورة توفير صالات رياضة داخلية مكيّفة مخصصة لحصص التربية البدنية في الصيف في المدارس، إذ إن هناك مدارس توفر ساحات خارجية فقط، ما ينعكس سلباً على صحة الطلبة خاصة الذين يعانون أمراضاً.
فيما أكدت مدارس خاصة لا تمتلك صالات رياضية داخلية أنها غيّرت جداول الحصص خلال الفصل الدراسي الجاري، واختارت أوقاتاً لحصص التربية البدنية لا تتجاوز فيها درجات الحرارة 30 درجة مئوية، فيما أكدت مدرسة أنها عملت على إلغاء جميع حصص الرياضة إلى حين انتهاء الفصل الدراسي الثالث من العام الدراسي 2022-2023، وفق تقرير لصحيفة "الإمارات اليوم" نشرته اليوم الأربعاء.
ولفتت الصحيفة إلى أن أخصائية طب أسرة أكدت أن ممارسة الرياضة في فصل الصيف تسبب مخاطر صحية، خصوصاً عندما يكون الجوّ رطباً وحاراً، ما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف أو ضربة الشمس والإنهاك الحراري.
وتفصيلاً، قالت ولي أمر طالبة في المرحلة الابتدائية في إحدى المدارس الخاصة في المنطقة الشرقية، مريم علي خميس: «ابنتي تعاني مرض الرعاف وهو نزيف الأنف في حال تعرّضها لهواء جاف أو اختلاف في درجات الحرارة، وقد لاحظت أنها في كل حصة تربية بدنية، منذ بداية الفصل الدراسي الثالث، تعاني الرعاف، ويتم التواصل معي لأخذها من المدرسة، على الرغم من توقّف النزيف، نظراً لعدم مقدرتها على مواصلة الدراسة نتيجة انتساخ ثيابها بكميات كبيرة من الدم».
ولفتت إلى أنها تفضّل أن تقوم ابنتها بأنشطة رياضية في صالة مكيّفة، بدلاً من أدائها في الساحة المدرسية حتى مع وجود المظلة التي تمنع تعرّض الطلبة المباشر للشمس، إلا أن الهواء يظل ساخناً وجافاً، ما يؤثر على الطلبة وقد يصيبهم بالتعب.
وأيّدها في الرأي ولي أمر خمسة طلبة في مراحل تعليمية مختلفة، المواطن راشد علي الزعابي قائلاً: «إن أبنائي يشكون من ارتفاع درجات الحرارة أثناء أدائهم للأنشطة الرياضية خلال حصة التربية البدنية، خصوصاً أن المدرسة لا تحوي صالة رياضية مكيّفة تساعد على أداء هذه الأنشطة بكل أريحية ليتحقق الهدف من تلك الأنشطة المفيدة للصحة، إذ إنهم قد يصابون بالإنهاك والتعب نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خلال الفصل الثالث من العام الدراسي الجاري»، مؤكداً ضرورة توفير صالات مغلقة ومكيّفة حفاظاً على صحة الطلبة.
فيما طالبت ولية أمر طالبتين في مرحلة رياض الأطفال والابتدائية، سعاد صالح، بضرورة توفير صالات مكيّفة في المدارس الخاصة وإجبارها من قبل الجهات المسؤولة المختصة على عدم السماح لمعلمي التربية البدنية بإعطاء الطلبة أنشطة رياضية في ساحات المدرسة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
فيما أرسلت إدارة مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة لأولياء الأمور بريداً إلكترونياً يفيد «بأنه نظراً لارتفاع درجات الحرارة خلال الفصل الدراسي الأول، فإن حصة التربية البدنية التي تشمل الأنشطة الرياضية ولعب كرة القدم، أصبحت تشكّل تهديداً لصحة الطلبة وسلامتهم، ما قد يسبب لهم إصابة بضربات الشمس والجفاف أو الدوار، ما سيؤثر على أدائهم الأكاديمي لبقية اليوم، الأمر الذي دعا إلى إلغاء جميع الحصص إلى حين انتهاء الفصل الدراسي الثالث من العام الدراسي 2022-2023».
من جهتها أكدت معلمة التربية البدنية في إحدى المدارس الخاصة في المنطقة الشرقية، نيفين علي، أن حصص التربية البدنية ذات أهمية كبيرة للطلبة، خصوصاً أنهم يتناولون في أغلب الوقت أطعمة غير صحية تعمل على خمولهم وقلة نشاطهم، إضافة إلى الإصابة بالسمنة.
وأكدت أخصائية اجتماعية في مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة، آمنة عبدالله، أن معلم التربية البدنية يمتلك التقارير الطبية للطلبة الذين يعانون أي مشاكل صحية، ويقوم بالتعامل معهم بشكل خاص خلال الحصص، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة خلال الفصل الثالث جعل إدارة المدرسة توجّه معلمي التربية البدنية بضرورة إعطاء الطلبة أنشطة تتلاءم مع درجات الحرارة، وإجرائها في الفصل إن لزم الأمر، حفاظاً على صحة وسلامة الطلبة.
فيما أكدت أخصائية طب أسرة، مريم الحمادي، أن ممارسة الرياضة في فصل الصيف قد تسبب مخاطر عدة، خصوصاً أنه عندما يكون الجوّ رطباً وحاراً تصبح عملية التبخر صعبة، إضافة إلى أن الهواء الساخن لا يساعد على تبريد الأوعية الدموية المتوسعة، ما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف أو ضربة الشمس والإنهاك الحراري.
ولفتت الحمادي إلى أن حصص التربية البدنية مهمة للطلبة، وتعمل على تحسين أدائهم خلال وجودهم في المدرسة وتحفيزهم على أداء الأنشطة الرياضية التي تمنعهم من الإصابة بالبدانة، إلا أن فصل الصيف يتطلب اتخاذ إجراءات عدة تمكّن الطلبة من الاستفادة من الأنشطة الرياضية، بدلاً من أن تتسبب بضرر، إذ تشمل تلك الإجراءات ارتداء ملابس خفيفة وشرب كثير من الماء، وأداءها في أوقات لا تشتد فيها حرارة الشمس، واختيار أماكن مظللة حتى لا يصاب أحد الطلبة بضربة شمس، أو اختيار صالات مكيّفة، مع التوقف الفوري عن ممارسة أي تمارين رياضية في حال ظهور علامات على أي طالب تدل على أنها أعراض جفاف أو انهاك حراري.