بحث الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تعزيز العلاقات الأخوية والقضايا المشتركة التي تهم البلدين والمستجدات الراهنة في المنطقة العربية، في ظل احتدام الأزمة الليبية وتباين وجهات نظر البلدين تجاهها.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الجزائري في قصر الشعب بالعاصمة الجزائرية ظهر اليوم الخميس ولي عهد أبوظبي والوفد المرافق الذي يقوم بزيارة رسمية للجزائر حاليا.
وقد بحث الجانبان سبل دعم وتطوير علاقات التعاون الوثيقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الجزائر في مختلف المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية تحقيقا المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى مجمل الأحداث والتطورات على الساحة العربية والإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكدت مصادر مطلعة أن الجزائر التي تتقاسم مع الإمارات القلق بشأن الخطر الناجم عن الأوضاع المتفجرة في ليبيا، رغم تباين المواقف بشأن كيفية مقاربة هذه الأزمة التي بات تشكل تهديدا لأمن المنطقة برمتها.
وتفيد المصادر أن دولة الإمارات ترغب في الاطلاع على تفاصيل المبادرة الجزائرية المتعلقة بتنظيم حوار الأطراف الليبية المتناحرة، حيث تشكك جهات إماراتية في إمكانية نجاح المسعى الدبلوماسي الجزائري للتقريب بين الأطراف الليبية ويتجه الموقف الإماراتي نحو دعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر وحكومة الثني.
وترى مصادر دبلوماسية خليجية أن الأوضاع في ليبيا تتدهور بتسارع أكبر من أي مسعى سياسي، وإن أي مبادرات سياسية أو دبلوماسية لن يكتب لها النجاح ما لم تكن مدعومة بإرادة دولية وإقليمية ضاغطة تجبر الجماعات المسلحة على التخلي عن السلاح والالتزام بالعملية السياسية.
وتتخوف الجزائر من الإقدام على ممارسة ضغوط على الأطراف الليبية المسلحة خوفا من انعكاسات محتملة لهذه الضغوط على الداخل الجزائري.
ويرتبط بوتفليقة بعلاقات وثيقة بالمسؤولين الإماراتيين فقد أقام في أبوظبي 3 سنوات متواصلة قبل أن يعود إلى الجزائر لخوض انتخابات الرئاسة.
ويأتي ذلك فيما تتهم أطراف ليبية الإمارات ومصر بشن غارات جوية لدعم حملة "الكرامة" التي يقودها اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
وكانت العلاقات الجزائرية الإماراتية وعلى نحو مفاجئ، ولأسباب أيديولوجية قد شهدت تدهورا بدأته على ما يبدو الإمارات عندما أصدرت تعليمات بعدم منح الجزائريين تأشيرات للإمارات لمن هو أقل من 40 عاما، وهو الأمر الذي دفع الجزائر إلى التوعد بالرد على القرار الإماراتي بالمثل.
وفي الملف الليبي، تواجه الإمارات اتهامات بالتدخل عسكريا في ليبيا لصالح طرف دون طرف، والجزائر تعتبر ليبيا المجال والعمق الاستراتيجي لها من جهة الشرق بعد توتر علاقاتها المزمن مع المغرب بسبب الصحراء الغربية، وأي تغيير على واقع ليبيا يؤثر على الجزائر.
وكان رئيس حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي قد قال في تصريحات مؤخرا:" إن عبد الفتاح السيسي طالب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بإعلان جماعة الإخوان الجزائرية منظمة إرهابية، ولكن بوتفليقة رفض"، وفق ما أعلنه الغنوشي خلال حوار مع قناة "البلاد" الجزائرية، مؤكدا أن السيسي حاول إقناع الرئيس بوتفليقة بإدراج الإخوان في الجزائر على أنهم جماعة إرهابية، فرد عليه بالقول إن هؤلاء يحكمون معنا، ويشاركوننا في الحكم.
فقد أكد متابعون أن السبب الرئيس للخلاف الإماراتي الجزائري هو موقف بوتفليقة الرافض للتدخل الإماراتي بالملف الليبي على النحو القائم الآن، وهو موقف يعتبره البعض مساندة طرف ليبي على آخر، والقيام بضربات جوية لمصلحة اللواء المنشق خليفة حفتر.