أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال اجتماع لمجلس الأمن الإثنين عن أسفه لعدم إحراز تقدم في مسألة إعادة فتح الطرق لاسيما تلك المؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة في جنوب غرب البلاد، وهو أمر أساسي لتحسين الوضع الإنساني.
وعلق غروندبرغ على أن الهدنة السارية منذ الثاني من أبريل والتي مددت في الثاني من أغسطس "تسمح باستمرار أطول فترة توقف للقتال منذ بداية الحرب" مشيرا إلى أن هذه الهدنة "ما زالت قائمة على الصعيد العسكري إلى حد كبير".
وأضاف أن تمديد الهدنة "يسمح لنا بمواصلة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة أكثر شمولا" بحلول الثاني من أكتوبر، مؤكدا "تكثيف" جهوده مع طرفَي النزاع في هذا الاتجاه.
وفي هذا الإطار، أكد غروندبرغ أن "فتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى هو دائما في طليعة جهودي" مشيرا إلى الأهمية الكبرى لتلك الخطوة "بالنسبة إلى سكان تعز والسكان عموما والاقتصاد".
وقال أمام مجلس الامن التابع للأمم المتحدة "من المؤسف أنه رغم تلك الجهود، لم يحرز أي تقدم في مسألة إعادة فتح الطرق".
ويدور النزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار.
من جانبها، أكدت غادة الطاهر مضوي المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان "في الوقت الذي نرحب فيه بالهدنة وتمديدها، يجب أن نكون واضحين بشأن محدوديتها. العنف المستمر والخسائر المدنية في البلاد أحد هذه الحدود. الأزمة الإنسانية الكبيرة أحد هذه الحدود".
وفيما أشارت أيضا إلى الحاجة لإعادة فتح الطرق، أعربت عن قلقها إزاء احتمال توقف آلية التحقق التي وضعتها الأمم المتحدة للسماح بوصول السفن التجارية، المحملة خصوصا بالغذاء، إلى الموانئ التي لا تخضع لسيطرة السلطات الحكومية، "في غضون أسابيع قليلة" بسبب نقص التمويل.