عندما فرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على روسيا ونخبتها بسبب الحرب على أوكرانيا، سارعت الأوليغارشية (الأثرياء المقربون من الحكم في روسيا) لإيجاد ملاذ لطائراتها الخاصة في دبي، لكن بمجرد وصولها إلى هناك لم تعد قادرة على المغادرة، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

واستهدفت العقوبات الغربية قطاع الطيران في موسكو وأثرت على الروس العاديين الذين يمتلكون طائرات أو يؤجرونها من مشغلي الطائرات الخاصة الأوروبية؛ لممارسة الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين لوقف الحرب .

ووفق التقرير الذي نقله موقع "الحرة" إلى العربية، فإن هذه العقوبات تعني إلى حد كبير أنه بمجرد أن ينقل مالكو الطائرات الروسية طائراتهم إلى دبي، ولا يمكنهم نقلها إلى أي مكان آخر، وفقًا لمحامي الطيران ووسطاء الطائرات الخاصة.

كما منعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الشركات من تأمين الطائرات المملوكة لروس أو تقديم خدمات مثل إدارة الأسطول والإصلاح والصيانة.

وقال محامون ومسؤولون تنفيذيون في الصناعة إن معظم الطائرات المملوكة للروس مؤمنة من قبل شركات في لندن وتديرها شركات أوروبية سيتعين عليها الآن إعادة التفكير في علاقتها التجارية مع الروس.

وأضاف ستيف فارسانو، الرئيس التنفيذي لشركة جيت بيزنس، وهي وسيط مبيعات للطائرات الخاصة مقرها لندن: "لقد انتقلت الكثير من الطائرات ذات الصلة بالروسية إلى الإمارات، لأنك تستطيع الطيران في المجال الجوي هناك. ولكن بمجرد وصولك إلى هناك، يتم إيقافك إلى حد كبير لأنك لا تستطيع صيانة الطائرات".

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، أصبحت الإمارات ملجأ للأثرياء الروس، ونقلوا إليها طائراتهم ويخوتهم، لأنها لم تفرض عقوبات على موسكو، كما دعت إلى حل سلمي للأزمة.

وتصطف عشرات الطائرات الخاصة المملوكة للأثرياء الروس في مطار آل مكتوم في دبي، وفقًا لمسؤولين تنفيذيين في صناعة الطائرات وصور الأقمار الصناعية وبيانات من شركة أبحاث الطيران "WINGX".

وقالت هيئة الطيران المدني في الإمارات إنه من الممارسات المعتادة لأصحاب الطائرات الخاصة إيقاف طائراتهم في مطار مناسب عندما لا يسافرون. ولم يرد المتحدثون الرسميون باسم مطارات دبي ومكتب دبي الإعلامي على طلبات صحيفة "وول ستريت جورنال" للتعليق.

في 4 مارس، نقل رومان أبراموفيتش، أشهر الأوليغارشية الروسية في العالم، طائرته بوينغ 787 دريملاينر التي تبلغ تكلفتها 250 مليون دولار إلى دبي، وهو آخر موقع معروف لها، وفقًا لموقع التتبع "فلايت رادر24".

كما كانت دبي آخر موقع تم رصد فيه طائرة "بومباردييه غلوبال 6500" المملوكة لرجل الأعمال الخاضع للعقوبات ميخائيل جوتسيريف، بحسب وول ستريت جورنال.

تبلغ تكلفة وقوف الطائرات الخاصة في مطار آل مكتوم الدولي بدبي ما يقرب من 1000 دولار يوميًا، وفقًا لشخص آخر مطلع على الأسعار.

ولم يرد المتحدث باسم أبراموفيتش ولا جوتسيريف على طلبات صحيفة "وول ستريت جورنال" للتعليق.

وقالت شركة بوينغ، وهي واحدة من أكبر الشركات المنتجة للطائرات الخاصة في العالم والمسؤولة عن صيانتها، إنها لن تدعم أي طائرة مملوكة أو متصلة بالروس الخاضعين للعقوبات، مما يعني أن الولايات القضائية التي يتم فيها تسجيل الطائرات من المرجح أن تعتبر هذه الطائرات غير صالحة للاستعمال لأنها لا تحصل على دعم الشركة المصنعة، وفقًا لمحامي الطيران والمديرين التنفيذيين في الطائرات الخاصة.

وذكرت بعض سجلات الطائرات، مثل جزيرة مان في بريطانيا، إنها ألغت تسجيل الطائرات المرتبطة بالأوليغارشية الروسية، مما يعني أنه من المرجح أن يتم تسجيلها في مكان آخر قبل أن تتمكن من الطيران مرة أخرى.

بدورها، هددت وزارة التجارة الأميركية بالسجن والغرامات على "أي شخص في أي مكان، بما في ذلك داخل روسيا" إذا انتهك العقوبات المفروضة على الطائرات.