كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية، الثلاثاء، أن دول مجلس التعاون الخليجي قررت مد يد العون إلى لبنان، مشيرة إلى أن سفيري الرياض والكويت سيعودان إلى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي كويتي أن دول الخليج قررت دعم لبنان اقتصادياً، وذلك بعد يومين من إعلان مسؤول إفلاس البلاد على وقع أزمة اقتصادية طاحنة.
وقال المصدر الكويتي إن قناعة تكونت لدى الخليجيين بأن ترك لبنان فريسة للانهيار لا يخدم مصالحها، مشيراً إلى أن هذه الفكرة أصبحت تجد صدى في العديد من العواصم العالمية.
وأضاف المصدر: "بالتالي يجب العودة عن بعض التقييمات إذا تبين أنها خاطئة، وأنه لا يمكن الابتعاد عن لبنان لمجموعة أسباب؛ أبرزها أن التحولات الكبيرة المقبلة على هذا البلد تجعل منه مقراً لحضور متقدم لدول الخليج في الشرق الأوسط".
وأكد المصدر أن دول الخليج وضعت برنامجاً واضحاً لدعم لبنان وفق سلّم من الأولويات، في مقدمتها الجانب الإنساني، وقال إن مساعدات اقتصادية خليجية قد تجد طريقها إلى بيروت للحيلولة دون إفلاسه.
وقال إن ضخ المال الخليجي في الاقتصاد اللبناني قد يكون مرهوناً بتطورات المشهد السياسي بعد الانتخابات النيابية والرئاسية المرتقبة.
ولفت المصدر إلى أن عودة الخليج اقتصادياً إلى لبنان ستتواكب مع عودة سياسية تتمثل في عودة السفراء وعقد مزيد من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين.
وقال إن السفير السعودي في بيروت وليد بخاري وضع برنامج إفطارات رمضانية يضم عدداً من الشخصيات اللبنانية التي تمثل مختلف أطياف البلد السياسية، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات ستواكب عملية الانتخابات.
وأشار إلى أن لقاءات السفير السعودي المرتقبة مع الشخصيات اللبنانية تهدف أيضاً إلى إعادة التوازن للمشهد السياسي اللبناني.
وعلى مدار عقود، كانت دول الخليج، خصوصاً السعودية، هي الداعم الأول للاقتصاد اللبناني، قبل أن يتراجع هذا الدعم مع تردي العلاقات السياسية بعد سيطرة حزب الله القريب من إيران على مفاصل البلاد.
وكثيراً ما رهنت العواصم الخليجية عودة الدعم للبنان برفع قبضة الحزب عن البلاد، ومنع انطلاق تهديدات من لبنان باتجاه الأراضي الخليجية.
والإثنين، أعلن سعادة الشامي، نائب رئيس الحكومة اللبنانية "إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي"، وقال: "هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها ولا يمكن أن نعيش في حالة إنكار ولا يمكن أن نفتح السحوبات (المصرفية) لكل الناس، وأنا أتمنى ذلك لو كنا في حالة طبيعية".
وأضاف، في حديث لقناة "الجديد" المحلية، أن "وزارة المالية ستضع خطة لدفع المتأخرات، لكن ذلك لن يحصل غداً، ولدينا الوقت الكافي إن كان هناك إرادة سياسية جامعة".
وقبل شهرين، قدمت الكويت مبادرة لإحياء العلاقات الخليجية اللبنانية بما في ذلك إعادة الدعم الاقتصادي، وتضمنت المبادرة التي وعدت بيروت بدراستها، عدداً من الشروط في مقدمتها إعادة تشكيل المشهد السياسي اللبناني بما يعيده إلى حاضنته العربية.