قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بأن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي يأتي لصالح الفلسطينيين، على الرغم من فشل أبوظبي في تعهداتها بوقف الاستيطان.
وأضاف محمد بن زايد في حوار مع المدير التنفيذي لمعهد واشنطن روبرت ساتلوف أن أبوظبي وجدت "فرصة أن تكون هناك علاقة دبلوماسية، وهذا قرار بالنسبة لنا مهم لأسباب كثيرة؛ أنه للفلسطينيين أنفسهم، ولإرسال رسالة واضحة للعالم وللمنطقة أننا ساعون لهذا السلام".
وزعم أن التطبيع "رسالة ورثناها عن المؤسس الشيخ زايد رحمة الله عليه، فهو صاحب رسالة سلام، وصاحب رسالة محبة من بداية حياته في إنشاء هذه الدولة، هذه رؤيته ونحن على هذا الطريق نسير".
وبشأن المخاطر التي قد تلحق ببلاده، قال محمد بن زايد: الحافز والنتائج التي نحصل عليها أكبر بكثير من الخسائر، فنحن لما قررنا هذا القرار كنا نتطلع إلى تعاون أكبر من السلام نفسه، فدولة الامارات تطمح إلى سلام أكبر من ذلك، وهو النفع العام.
وبُعيد الإعلان عن تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي، قال محمد بن زايد إن التطبيع ضروري لمنع الإسرائيليين من فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وقال المستشار الدبلوماسي للدولة أنور قرقاش، الذي كان يشغل حينها منصب وزير الخارجية، إن خطة الضم الإسرائيلية كانت ستقضي تماما على حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
لكن الاحتلال الإسرائيلي قال إنه لم يوافق إلا على تأجيل خطتها، وليس وقفها نهائيا. وقد شرعت لاحقاً بالاستيطان في عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة وسط صمت أبوظبي.
وأكد مراقبون أن تأجيل قرار الضم كان قراراً أمريكياً إسرائيلياً بحتاً لأسباب داخلية، ولم يكن للإمارات ولا لأي دولة عربية دور في وقفه أو تأجيله.
إلى ذلك، حقق تطبيع أبوظبي مكاسب اقتصادية كبيرة للاحتلال الإسرائيلي من خلال التوقيع على عشرات الاتفاقيات. بالمقابل، تزعم أبوظبي أنها تسعى لتقديم كامل الدعم الممكن للفلسطينيين من خلال تقديم المساعدات.
ومقابل هذه المساعدات، وقعت الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي منذ توقيع التطبيع بين الجانبين في سبتمبر 2020، 12 اتفاقيات رئيسية في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة، ستدر على الإسرائيليين أموالاً طائلة، حيث يتوقع أن يصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى 6.5 مليار دولار خلال سنوات قليلة.