قال المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، محمد أميري، إن رئيس البلاد، أشرف غني، قرر تسليح المدنيين لقتال حركة طالبان المتمردة، في ظل تصاعد الاشتباكات معها في مناطق عديدة.
وصرح "أميري" لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية بأن "الرئيس غني قرر تأهيب وتسليح السكان المدنيين للقتال ضد حركة طالبان، عقب اجتماع مع قادة بارزين عسكريين وسياسيين (لم يسمهم)".
وأضاف: "للأسف طالبان لا تؤمن بمحادثات السلام، ويحاولون الاستيلاء على السلطة بالقوة".
وفي 17 يوليو الماضي، عُقدت الجولة الأخيرة من محادثات سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة، واتفق الجانبان حينها على مواصلة المحادثات، لكن لم يعقب ذلك أي اجتماعات.
ونقلت الوكالة عن شخصيات وصفتها بالمطلعة إن "غني يشعر بالعزلة المتزايدة مع مغادرة الولايات المتحدة البلاد، وحصول طالبان على دعم دبلوماسي من دول كبرى، مثل باكستان وروسيا والصين".
ومنذ مايو الماضي، تصاعد مستوى العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، بالتزامن مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس الجاري.
وأضافت هذه الشخصيات، وفق الوكالة، أن السبيل الوحيد لـ"غني" للخروج من هذا المأزق هو "حشد الجماعات الأفغانية المعارضة لطالبان، لتوحيد صفوفها، في حرب أهلية وشيكة، على غرار الوضع في تسعينيات القرن الماضي".
وذكرت الوكالة أن طالبان تمكنت من تحقيق تقدم دبلوماسي، حين استضاف وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، وفدا من الحركة، في يوليو الماضي.
وحث "وانغ يي" وفد طالبان على بناء نظام سياسي مناسب في أفغانستان.
كما وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عناصر الحركة، بـ"الأشخاص العقلاء".
وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن "طالبان لن تستسلم، وستقتحم مدنا أخرى، بما في ذلك العاصمة كابل، للقتال والإطاحة بالحكومة، إذا فشلت المحادثات في نهاية المطاف"، وفق الوكالة.
وأضاف: "نتوقع أن تكون هناك تسوية سياسية قبل أن تصبح الحرب أكثر فتكا".
والأحد، أعلنت طالبان السيطرة على مدينة تالوكان، مركز ولاية تاهار (شمال شرقي)، ومدينتي قندوز وساري بول، عاصمتي الولايتين اللتين تحملان الاسم نفسه (شمال).
جاء ذلك بعد يوم من سيطرتها على مدينة شربرغان، عاصمة ولاية جوزجان الحدودية مع تركمانستان، وقبلها على مدينة زارانج، عاصمة ولاية نيمروز (جنوب)، قرب الحدود مع إيران.
وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه في الولايات المتحدة.