دعت المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، إلى إجراء تحقيق دولي في انفجار مرفأ بيروت، في حين طالبت ألمانيا وفرنسا بتوضيح خلفيات وأسباب الانفجار وبتنفيذ إصلاحات، وذلك في الذكرى السنوية الأولى للانفجار الذي أدى إلى مقتل 200 شخص وخسائر مادية ضخمة،
وقال السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري: إن "المملكة أكدت أهمية إجراء تحقيق دولي شفاف ومستقل لكشف الأسباب التي أدت إلى انفجار مرفأ بيروت المروع".
على الصعيد، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن الوضع في لبنان لم يتحسن كثيرا بالنسبة للعديد من المتضررين من انفجار. وأضاف ماس في بيان صدر عن وزارة الخارجية الألمانية: "بعد مرور عام على الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، لا يزال حجم الدمار هائلا ولا تزال خلفية هذه الكارثة غير واضحة".
وذكر ماس أن رد فعل ألمانيا في ذلك الحين جاء سريعا وقدمت المساعدة على الفور، مضيفا في المقابل أنه بالرغم من مرور عام، لم يتحسن الوضع هناك بالنسبة للعديد من المتضررين. ووعد ماس بتقديم ألمانيا المزيد من المساعدات خلال مؤتمر دعم لبنان، مشيرا في المقابل إلى أن الوضع الصعب في لبنان لا يمكن حله إلا من قبل السياسيين هناك، وقال: "يجب أن يتحركوا بسرعة الآن".
وقال ماس إنه لم يتم إحراز أي تقدم على الإطلاق في تشكيل الحكومة في لبنان أو تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشكل عاجل، واصفا عدم اتخاذ إجراء بأنه غير مسؤول نظرا لتدهور الوضع الاقتصادي. وقال ماس إن بحث الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات هي محاولة للضغط على السياسيين في لبنان للتحرك "صحيحة وضرورية".
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "المسؤولين اللبنانيين مدينون لشعبهم بالحقيقة والشفافية" بشأن انفجار مرفأ بيروت. وأوضح ماكرون لدى افتتاحه في فرنسا مؤتمرا دوليا لدعم لبنان الغارق في أزمة اقتصادية وسياسية هي الأسوأ في تاريخه "تعاونت فرنسا ودول أخرى لتوفير كل المعلومات المتاحة لدينا ونحن مستعدون لأي تعاون فني" لا يزال ضروريا في إطار التحقيق "الذي يترقب كل الشعب اللبناني" نتائجه.
من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي السلطات اللبنانية مجددا إلى إعلان نتائج في التحقيق الجاري في أسباب الانفجار.
وقال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان إن "الاتحاد الاوروبي يشجع القادة السياسيين اللبنانيين على اغتنام هذه الفرصة لاستعادة ثقة الشعب اللبناني وتنحية خلافاتهم جانبا وتشكيل حكومة بسرعة بتفويض قوي لمعالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الحالية".
وقال بوريل إنه يتعين على لبنان أيضا تنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها، وفقا لما طلبه الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، والاستعداد للانتخابات في عام 2022.
ويحيي اللبنانيون اليوم، الذكرى الأولى لانفجار المرفأ، عبر سلسلة من الفعاليات والاحتجاجات، تزامناً مع مؤتمر دولي عقدته باريس بدعم من الأمم المتحدة لجمع مساعدات للشعب اللبناني.
وكانت وسائل إعلام سعودية أفادت بأن الرياض ستشارك في مؤتمر باريس المنعقد عبر الفيديو برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقُتل أكثر من 200 شخص وجُرح الآلاف، إضافة إلى تضرر آلاف المساكن بالعاصمة اللبنانية، في 4 أغسطس 2020، في انفجار العنبر 12 بمرفأ بيروت، إثر تخزين أطنان من مادة نيترات الأمونيوم الخطيرة على مدى سنوات بظروف سيئة.