ناشد خبراء حقوقيون تابعون للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، السلطات في أبوظبي عدم ترحيل سجين سابق في جوانتانامو (روسي الجنسية) إلى بلاده خوفاً عليه من التعذيب.
وقال الخبراء إن الروسي المسلم رافيل مينجازوف، أمضى 15 عاما في السجن العسكري الأمريكي في جوانتانامو قبل إطلاق سراحه وإرساله إلى الإمارات لإعادة توطينه، لكنه يواجه الآن ترحيلا قسريا إلى وطنه واحتمال تعرضه للتعذيب.
وقال خبراء الأمم المتحدة المستقلون إن رافيل مينجازوف، وهو روسي مسلم، احتجز بشكل غير قانوني في مكان سري بالإمارات منذ نُقل إليها في يناير كانون الثاني 2017 من جوانتانامو حيث كان مسجونا بدون محاكمة أو توجيه اتهامات إليه.
وألقي القبض على مينجازوف، وهو ضابط في الجيش الروسي، في باكستان عام 2002.
وقال الخبراء المستقلون في بيان مشترك "نشعر بقلق بالغ من استمرار اعتقال السيد مينجازوف بشكل تعسفي في مكان سري في الإمارات بدلا من إطلاق سراحه بموجب اتفاق مزعوم لإعادة توطينه وهو ما يرقى إلى الإخفاء القسري".
وأضاف الخبراء "يواجه (مينجازوف) الآن خطر إعادة ترحيله قسريا إلى روسيا على الرغم من احتمال تعرضه لخطر التعذيب والاعتقال التعسفي بناء على معتقداته الدينية".
وقال الخبراء الحقوقيون إن مينجازوف فر من روسيا خشية تعرضه للاضطهاد الديني.
ولم تكن هذه المخاوف الأولى بشأن اعتزام أبوظبي نقل ترحيل معتقلين سابقين في جوانتانامو من أراضيها؛ ففي أكتوبر الماضي، نشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية تقريراً أكدت فيه عزم أبوظبي ترحيل 18 يمنيا وروسياً، كانوا معتقلين في جوانتانامو، إلى اليمن، بعد خمس سنوات من بقائهم في السجون.
وأشارت الوكالة إلى أن أبوظبي خالفت تعهداتها للمعتقلين بإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع وفتح الطريق أمام الوظائف والمال والزواج، وفقًا لمحاميهم وعائلاتهم.
وأردفت أن العديد من المعتقلين أفادوا لعائلاتهم، خلال مكالمات هاتفية، بأنهم يتمنون العودة إلى جوانتانامو بسبب التعذيب في سجون أبوظبي.
وأنشأت الولايات المتحدة، المعتقل المذكور في خليج "غوانتانامو" جنوب شرقي كوبا، ضمن "الحرب العالمية على الإرهاب"، التي قادتها واشنطن في أفغانستان، عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
ويعتبر المعتقل، سلطة مطلقة بحد ذاتها، كونه يقع خارج الأراضي الأمريكية، كما لا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان، وكانت السلطات الأمريكية فتحته في 2002 لاحتجاز من تشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية.