نعى ناشطون وحقوقيون حول العالم بشدة، وفاة الباحثة الإماراتية آلاء الصديق في منفاها، إثر حادث سير غامض،في حين أثار بعض الناشطين الشكوك بشأن الحادث.

وطرح عدد من الكتاب والناشطين فرضيات تتعلق بالحادث، وتساؤلات عن ملابسات ما تعرضت له الناشطة الصديق، لا سيما بعد التحريض الممنهج ضدها في وسائل الإعلام الإماراتية الرسمية واتهامها بالإرهاب ونزع صفة الجنسية عنها طوال الفترة الماضية.

الكاتب والإعلامي الإماراتي أحمد الشيبة النعيمي، قد أعلن عن وفاة الباحثة الإماراتية آلاء الصديق في منفاها ببريطانيا، وهي ابنة معتقل الرأي في سجون أمن الدولة في أبوظبي محمد الصديق منذ 9 سنوات.

وقال الأستاذ النعيمي في تغريدة مقتضبة على حسابه بـ"تويتر"، إن نّا لله و إنّا إليه راجعون آلاء_الصديق_في_ذمة_الله، ابنة أخينا #معتقل_الرأي محمد الصديق، اللهم نتيجة حادث سير".

بدوره، قال الناشط الإماراتي إبراهيم آل حرم، "وفاة الأخت آلاء الصديق بحادث سير وهي ابنة المعتقل محمد الصديق."ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا ًإلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله"؟

وكتب الناشط الحقوقي الإماراتي حمد الشامسي: " انتقلت إلى رحمة الله تعالى آلاء الصديق في حادث سير ، نسأل الله أن يتغمدها في واسع رحمته وفسيح جناته ويرزق أهلها الصبر والسلوان.

وأضاف "لو أرادت آلاء حياة أهل الدنيا لاستطاعت، ولكنها قررت أن تعيش أيامها من أجل القضايا الكبيرة .. القضايا التي جوائزها في الجنة".

من جانبه، علق الدكتور محمد الأحمري، بالقول إن "البارحة توفيت السيدة آلاء الصديق مديرة منظمة القسط لحقوق الإنسان لندن في أكسفورد ستريت إثر حادث صدم وأصاب زميلات لها بعضهن في المستشفى الآن ويمنعون التواصل معهن، وهي مثقفة وناشطة إماراتية والدها سجين رحمها الله وألهم أهلها ومعارفها الصبر والسلوان فقد كانت نابغة في نشاطها وثقافتها".

الصحفي والإعلامي عثمان آي فرح علق بالقول: "حادث دهس في لندن؟ و في أكسفورد ستريت؟ هذا الخبر صادم جداً..اشتهرت بمطالبتها بالإفراج عن والدها المعتقل في #الإمارات لكن ما لا يعرفه كثيرون أن آلاء_صديق رغم صغر سنها كانت فتاة خليجية و عربية شديدة التميز..مؤمنة عفيفة اللسان محبة لوطنها شاعرة و مثقفة و سيدة أعمال ناجحة..الله يرحمها و يرفع قدرها و يحسن مثواها..خالص التعازي لأسرتها الكريمة و كل محبيها..إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون".

الدكتور عبدالله العودة رئيس قسم البحث في شؤون الخليج بمؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي علق هو الأخر: اليوم رحلت عن هذه الدنيا الباحثة الإماراتية القديرة والأخت الصادقة المدافعة عن العدالة الأستاذة آلاء الصديق بينما يقبع والدها محمد الصديق في سجون الإمارات سيئة السمعة. أسأل الله أن يتقبلها في الصالحين وأن يرزق أهلها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان، وأن يفرّج عن والدها".

حساب معتقلي الرأي بالسعودية علق على رحيل آلاء بالقول: "نُعزي أحرار الإمارات جميعاً بوفاة المدافعة عن حقوق الإنسان ومعتقلي الرأي، الأستاذ الاء الصديق، كما نعزي والدها محمد الصديق، معتقل الرأي، القابع في سجون الإمارات سيئة السمعة".

وكتبت الناشطة السعودية ريم سليمان: "صُدمت بخبر وفاة الحقوقية البطلة آلاء الصديق إثر حادث سير. أسأل الله تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته ويرزق أهلها وكل محبيها الصبر والسلوان".

روعة أوجيه علقت هي الأخر بالقول:" رحلت آلاء قبل أن ترى والدها من جديد.. من عرف آلاء عن قرب، يعرف كم خسر هذا العالم من وعي وحكمة وصلابة وعلم وجمال روح. الله يرحمك. كنتِ رقيقة رقّة ريشتك وهي ترسم أوجاعك وأحلامك، وقويّة قوّة حقّ لا يلتبس عليك ولا تتردّدين في رفع رايته".

وكتب مدير شبكة الجزيرة، ياسر أبو هلالة تعليقاً على رحيل آلاء: "اختارها الله إلى جواره فهذا العالم الظالم ليس مكانا لها. لا أنسى مداخلاتها في غرف كلوب هاوس تدافع بشجاعة ألف رجل عن قيم الحرية والعدالة والحق والخير سواء في بلدها الإمارات أم فلسطين .. ذكرتني بالراحلة هديل الحضيف التي تشترك معها في الكثير. صبّر الله والدها المعتقل وكل محبيها".

وكتبت جنان المرزوقي، ابنة معتقل الرأي الأستاذ عبدالسلام درويش المرزوقي،: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !! اللهم اغفر لها وارحمها.. اللهم إنا نُشهدك أنها كانت من المناصرين للحق الذي أخرجوا من ديارهم في سبيلك فتقبلها عندك بين الشهداء والصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين".

الصحفي والإعلامي خير الدين الجابري علق هو الآخر على رحيل آلاء وكتب قائلاً: "مصعوق والله بخبر وفاة #آلاء_الصديق اليوم بحادث سير في بريطانيا.. رحمك الله يا آلاء، لا أجد كلمات في عزاءك والله إلا الذي عرفته منك في فترة قصيرة". 

وأضاف "كم قاتلت آلاء بقوة لسنوات لأجل أبيها المعتقل ظلماً وعدواناً في الإمارات، كم عانت وتحملت الكثير، وفي سبيل ذلك اعتنقت كل قضية إنسانية وتبنتها كقضيتها ونحن على ذلك من الشاهدين.. يوم حزين.. صبّرك الله عائلتك يا آلاء وفرّج عن أبيكِ".

لينا الهذلول كتبت عن رحيل آلاء: "لاحول ولاقوة إلا بالله.. انتقلت الى رحمة الله صديقتي المدافعة عن حقوق الإنسان آلاء الصديق … الله يرحمها و يغفر لها ويسكنها جنات النعيم … أسأل الله أن يرزق أهلها الصبر يفرج عن والدها وجميع المظلومين".

حياة اليماني كتبت هي الأخرى عن رحيل آلاء: "الجميلة، المتفانية، الذكية، الشغوفة، الخفيفة حد الطيران مع نسمة #آلاء_الصديق، ابنة أبيها وصوته المدافع عن حقه وحريته في ذمة الله.. لا نقول إلا ما يرضى الله، إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم ارحمها وانتقم ممن أبعدها عن أهلها وأورثها كل هذا الاغتراب. طارت الفراشة إلى رحاب الله".

وكتب الخبير المالي فلسطيني، ومؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده: "هذا يوم حزين جداً.. رحلت الزميلة المتفانية والإماراتية المدافعة عن حقوق الإنسان وحق والدها في الحرية آلاء الصديق  .. العزاء لعائلاتها ولمنظمة القسط".

الصحفي العماني المختار الهنائي علق هو الآخر على رحيل آلا الصديق بالقول: "خسارة كبيرة للكلمة الحرة وللمدافعين عن حقوق الإنسان في الخليج... رحمها الله وغفر لها".

الناشط السعودي تركي الشلهوب، علق على رحيل آلاء قائلاً: " صوتك لن يطفى، ورسالتك لن تنسى، ونحن على ذات العهد سائرون، وكُلنا أبناءً لوالدك محمد الصديق، فاهنأي بنومة ثم شربة لا تضمأين بعدها أبدا".

جدول واسع حول أسباب وفاتها

من جانبه، قال الكاتب والباحث اليمني ياسين التميمي، إن "الناشطة الاماراتية آلاء الصديق تعرضت للاغتيال في بريطانيا، لافتاً إلى أن الحدث الجلل أن تفقد هذه الفتاة النبيلة حياتها بسبب نشاطها الحقوقي والإنساني، والكارثة أن تتحول بريطانيا العظمى إلى ساحة للانتهاكات والقتل على خلفية سياسية.

أما محمد المختار الشنقيطي فقال إن آلا توفت بعمل إجرامي مدبر قائلاً: "توفيت مديرة مؤسسة القسط الحقوقية #آلاء_الصديق بعد صدمها بسيارة في بريطانيا فيما يشبه العمل الإجرامي، وقد قضت العقد الأخير من عمرها مدافعة عن تحرير والدها السجين في #أبوظبي مع خيرة أبناء الإمارات. وعرفتُها في الدوحة ملتزمة كريمة السجايا، تقبلها الله".

بدوره علق الناشط محمد الوليدي بالقول: "بعد أن سجنوا والدها محمد الصديق، لجأت ابنته آلاء الى قطر وطالبت الامارات بتسليمها لكن قطر رفضت، فذهبت الى بريطانيا مدافعة عن والدها، تقتل الآن بحادث سير غامض.. الى متى ستظل لندن مقبرة للهاربين من جحيم الانظمة منذ ناجي العلي".

وبطريقة تعبر عن صورة النظام الأمني، عزاالكاتب المثير للجدل عبدالخالق عبدالله في وفاة #آلاء_الصديق قائلاً: (ابنة المعتقل محمد عبدالرزاق الصديق)، ويزعم أنها "كانت تنوي العودة لحضن الوطن".

تغريدة عبدالخالق عبدالله دفعت المعارض السعودي عمر عبدالعزيز إلى الرد عليها قائلاً:"كانت تنوي الاستماع لصوت والدها وأن تراه حرا طليقا(..)لا تكذب ولا تدلس".

ورد الصحفي اليمني عباس الضالعي هو الآخر على تعليق عبدالخالق بالقول: في العادة حوادث السير والصدام للمعارضين العرب في الخارج تكون وراءها اجهزة مخابرات لتصفية المعارضين واذا فتحت الشرطة البريطانية التحقيق بوفاة الناشطة الاماراتية  #آلاء_الصديق_في_ذمة_الله ستكتشف خيوط الجريمة".

من جانبه، أوضح الإعلامي عدنان حميدان والمقيم في لندن أن "الشبهة الجنائية غير مرجحة بوفاة الباحثة الإماراتية آلاء الصديق، مشيراً إلى أنها كانت بسيارة في مدينة أكسفورد وليس شارع أكسفورد وصدمت السيارة التي كانت بها سيارة أخرى كان بها شاب وأمّه وكلاهما أصيبا" حد قوله.

من هي آلاء الصديق؟

آلاء الصديقة، هي باحثة وناشطة حقوقية إماراتية، تشغل منذ أشهر منصب مديرة منظمة القسط لحقوق الإنسان وتقيم في لندن مع عائلتها منذ سنوات.

وهي ابنة معتقل الرأي في سجون النظام الأمني القمعي بأبوظبي الدكتور محمد الصديق الذي اعتقله جهاز أمن الدولة في 9 أبريل 2012 التي طالبت بإجراء إصلاحات في النظام الإماراتي وعقد انتخابات نزيهة للمجلس الوطني.

وبرزت الباحثة والمناضلة الإماراتية، منذ نحو عام في تشكيل رأي عام دولي مناهض للنظام الأمني في أبوظبي بفضل عملها الحقوقي ونشاطها الإعلامي.

وتميزت "الصديق" بحضورها الإعلامي القوي وطلاقة في التحدث باللغة الإنجليزية فضلاً عن تواصلها الوثيق مع المنظمات الحقوقية الدولية.

وفي يونيو 2020 جذبت آلاء الصديق وسائل الإعلام الدولية بمقطع فيديو قصير تتحدث فيه عن معاناة والدها وبقية معتقلي الرأي في سجون لأبوظبي وتطالب بحريتهم.

وتحدثت آلاء الصديق في حينه عن سيرة والدها وحيثيات اعتقاله وما تعرض له من انتهاكات هو عائلته حيث تم سحب جنسيته وجنسية اولاده وتم منعهم من السفر العمل والمنح الدراسية والعلاج، كما ذكرت أن والدها خُيِّر بين السفر أو أخذ جنسية دولة أخرى أو السجن ولكنه اختار السجن.

وعبرت آلاء عن مخاوفها، من أن لا يتم الإفراج عن والدها بعد أن ينهي محكوميته بسبب أن مراكز المناصحة التي أوردها قانون مكافحة الإرهاب في العام 2014 والذي يعطي الصلاحية لاحتجاز سجناء قضايا الإرهاب بعد انتهاء مدة محكومياتهم دون مدة محددة.

وطالبت آلاء المنظمات الحقوقية الدولية الداعمة للحريات والعدالة والعالم الحر بشكل عام والنظام الإماراتي وكل من يتعامل معه بشكل خاص من أجل الإفراج عن والدها وكل معتقلي الرأي في الإمارات.