شنّ سلاح الجوّ التابع للاحتلال الإسرائيلي ليل فجر الأربعاء، غارات جوية استهدفت مواقع عدّة في قطاع غزة ردّاً على إطلاق بالونات حارقة من القطاع الفلسطيني المحاصر باتّجاه الدولة العبرية، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة وكالة فرانس برس.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إنّ طائرات حربية إسرائيلية قصفت موقعين للتدريب تابعين لكتائب عزّ الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أحدهما في مدينة خان يونس في جنوب القطاع والآخر جنوبي مدينة غزة. ولم يبلّغ في الحال عن وقوع إصابات من جرّاء هذه الغارات.
من جانبه أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أنّ مقاتلاته "أغارت قبل قليل على مجمّعات عسكرية تابعة لحماس استخدمت كمعسكرات ومواقع لالتقاء نشطاء إرهابيين في لواء خانيونس ولواء غزّة".
وأوضح البيان أنّ الغارات جاءت "ردّاً على إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية"، محمّلاً حركة حماس التي تسيطر على القطاع "مسؤولية ما يجري داخل قطاع غزة".
وحذّر جيش الإحتلال في بيانه من أنّه "مستعدّ لكافة السيناريوهات بما فيها تجدّد القتال في مواجهة استمرار الأعمال الإرهابية". المقابل اعتبر حازم قاسم، المتحدّث باسم حركة حماس في غزّة أنّ القصف الإسرائيلي هو "محاولة فاشلة لوقف تضامن شعبنا ومقاومته مع المدينة المقدسة، وللتغطية على حالة الإرباك غير المسبوقة للمؤسسة الصهيونية في تنظيم ما يسمّى بمسيرة الأعلام" .
وكانت خدمة الإطفاء والإنقاذ في جنوب إسرائيل أبلغت الثلاثاء عن عشرين حريقاً اندلعت على الحدود مع غزة بسبب إطلاق بالونات حارقة من القطاع الساحلي. وأتت الغارات على غزة بعد انتهاء "مسيرة الأعلام" التي شارك فيها أكثر من ألف متظاهر من اليمين المتطرف في القدس الشرقية وسط انتشار أمني كثيف، في تظاهرة لم تتخلّلها صدامات كانت تخشى الحكومة الإسرائيلية وقسم من المجتمع الدولي اندلاعها.
وقرّرت حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة نفتالي بينيت السماح بتنظيم المسيرة وذلك بعد يومين فقط على نيلها ثقة الكنيست، وهي عدّلت مسارها لتجنّب أي صدامات مع الفلسطينيين. وليل الأربعاء اعتبرت حركة حماس أنّ "مواقف المقاومة الفلسطينية الشجاعة، وقراراتها الحاسمة هي التي أجبرت الاحتلال الإسرائيلي على تغيير مسار ما يسمى مسيرة الأعلام بعيداً عن المسجد الأقصى المبارك".
وتُعرف التظاهرة باسم مسيرة الأعلام احتفالًا بإعلان إسرائيل القدس عاصمة موحّدة لها إثر احتلالها وضمّها عام 1967 ويشارك فيها عادة عشرات الآلاف وتصل إلى القدس الشرقية المحتلة وتمر بمحاذاة وداخل أسوار المدينة القديمة وفي السوق الرئيسي وفي الحي الإسلامي ويتخللها استفزاز لسكّانها مما يثير غضب الفلسطينيين.
وكان من المقرّر أن تجري المسيرة في 10 مايو في ظل توتر شديد مع تنظيم تظاهرات في حي الشيخ جرّاح حيث تواجه عائلات فلسطينية خطر إخراجها من منازلها لصالح جمعيات استيطانية، وصدامات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى. غير أنّه تم إلغاؤها مع إطلاق حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة دفعة من الصواريخ يومها على الأراضي الإسرائيلية تضامنا مع الفلسطينيين في القدس الشرقية.
وأشعل القصف الصاروخي الذي تلاه ردّ قوي من إسرائيل حرباً استمرت 11 يوما بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال، ما أسفرت عن استشهاد 260 فلسطينياً في قطاع غزة بينهم أطفال وفتية، و13 قتيلاً في إسرائيل بينهم طفل وفتاة وجندي.