تباينت ردود الفعل المحلية، إزاء رفض الفيلسوف الألماني الشهير يورغن هابرماس، قبول جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تبلغ قيمتها 225 ألف يورر.
وعلن الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني البارز يورغن هابرماس تراجعه عن قرار تسلم جائزة الشيخ زايد للكتاب، بسبب “النظام السياسي القائم هناك” في أبو ظبي.
وقال الفيلسوف هابرماس البالغ من العمر 91 عاما، إن القرار الذي اتخذه سابقا بقبول الجائزة كان خاطئا، وأنه صحّحه اليوم برفض الجائزة.
وأثار قرار الفيلسوف الألماني، غضب ناشطين مقربين من دوائر السلطة في أبوظبي، فيما رأى آخرون هذا القرار تأكيداً على أن الأموال لا تشتري الكرامة ولا تبيع العلم أنو تستورد مبادئ وقيم.
وأعربت جائزة الشيخ زايد، علن أسفها لتراجع المفكر الألماني هابرماس عن قبول الجائزة لكنها تحترم قرارة.
وقال عبدالخالق عبدالله الموصوف على وسائل إعلام بقربه من ولي عهد أبوظبي " انسحاب مرشح من جائزة عالمية لسبب ايديولوجي سياسي شخصي متوقع في أي جائزة وحدث مرارا في جائزة نوبل ولا ينتقص من قيمة الجائزة المعنوية، فمقابل كل مدبر هناك الف مقبل كجلمود صخر حطه السيل من علِ. انسحاب هابرماس من جائزة زايد شأن خاص به وهو الخاسر الأكبر وليس جائزة تحمل اسم زايد الخير".
لكن عبدالله العروف بتناقضاته، عاد وقال في تغريدة أخرى: "نحترم قراره لكن تراجعه مستغرب وتبريره غير مقنع حيث أشاد هابرماس في رسالة قبوله بنموذج الإمارات المعتدل والمتسامح ثم خضع لضغوط تيارات متشددة وجاهلة وهو ما لا يليق بمفكر كبير مستقل بفكره".
وأضاف "جائزة زايد لا تبيع ولا تشتري أحدا والإمارات دولة حديثة الاستقلال حالها حال 130 دولة استقلت بعد الحرب العالمية الثانية الا انها قديمة قدم التاريخ".
ورد عليه الباحث المتخصص في سياسات الشرق الأوسط، تقدم الخطيب على تغريدة عبدالله بالقول: "هابرماس أكبر عمرا من دولة الإمارات حديثة العهد.وتجربته الثقافية والفكرية داخل مدرسة فرانكفورت أعمق من تجربة الإمارات الثقافية والفكرية".
وأضاف "برفضه للجائزة قال لكم إن الأموال لا تشتري التاريخ والفكر والثقافة. باختصار حتي لو امتلكتكم المال فأنتم بلا تاريخ، هكذا قالت مدرسة فرانكفورت لكم".
من جانبه، قال الاستشاري عمر عبدالرحمن الحمادي: "لم يُجبِر أحدٌ السيد "هابرماس" على قبول الجائزة من الأساس، لكن يبدو أنه أُجبر على التراجع عن قبولها لأسباب واهية أو بسبب حسابات سياسية غير معلنة، لذلك جاء خطاب اعتذاره ضعيفاً وغير مقنعاً! جائزة الشيخ زايد تقدير لمتلقيها، وليس من يتلقاها هو من يُضفي عليها التقدير".
بدوره، رأى الناشط الإماراتي عبدالله الطويل، أن رفض الفيلسوف الألماني للجائزة دليل على معرفته بأن الأموال لا تشتري كرامة ولا تبيع علما ولا تستورد مبادئ وقيم، ولأنه رأى بعين كاملة بأن الحكومة الإماراتية تحاول تلميع صورتها الزائفة".
الجدير بالذكر أن أن يورغن هابرامس ولد في دوسلدورف، ألمانيا وما زال يعيش فيها. ويعد من أهم منظري مدرسة فرانكفورت النقدية، وله أكثر من خمسين مؤلفا يثحدث عن موضوعات عديدة في الفلسفة وعلم الاجتماع وهو صاحب نظرية الفعل التواصلي، وخلال العقود الماضية، ألّف هابرامس أكثر من 50 كتابا حول الفلسفة، وعلم الاجتماع، وله نظرية تعنى بالفعل التواصلي.