ذكر تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، أن علماء وباحثين اكتشفوا جزيئات بلاستيكية دقيقة تتواجد في مشيمة الأجنة للمرة الأولى، ويتعلق الأمر بجزيئات في مشيمة أربع نساء يتمتعن بصحة جيدة وخُضن تجارب حمل وولادة طبيعية، كما وجدت اللدائن على جانبي المشيمة من جهة الجنين والأم وفي الغشاء الذي ينمو فيه الجنين.
وفق التقرير نفسه فإنه رغم أن العلماء لم يحددوا بعد مخاطر هذا الأمر، فإنهم يذهبون إلى أنها قد تحمل مواد كيميائية يمكن أن تسبب أضراراً طويلة الأمد أو تضر بنظام المناعة النامي للجنين. خصوصاً أن الجزيئات يحتمل أن تكون قد استُهلكت أو استُنشقت بواسطة الأمهات.
بالرغم من أن 4% فقط من كل مشيمة هو ما جرى تحليله، فإن عشرات الجسيمات البلاستيكية قد وجدت، ما يشير إلى أن العدد الإجمالي للجسيمات كان أعلى من ذلك بكثير.
وجميع الجسيمات التي جرى تحليلها عبارة عن مواد بلاستيكية مصبوغة باللون الأزرق أو الأحمر أو البرتقالي أو الوردي، وقد يكون مصدرها أصلاً مواد التعبئة أو الدهانات أو مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية.
بلغ حجم اللدائن الدقيقة في الغالب 10 ميكرونات (0.01 مم)، ما يعني أنها صغيرة الحجم بما يكفي كي تمر عبر مجرى الدم. ومن الممكن أن تكون تلك الجسيمات قد دخلت أجسام الأطفال، لكن الباحثين لم يتمكنوا من تقييم ذلك.
وفي دراسة نُشرت في مجلة Environment International، خلص الباحثون إلى أنه "نظراً للدور الحاسم للمشيمة في دعم نمو الجنين وفي العمل بوصفها واجهة مع البيئة الخارجية، فإن وجود جزيئات بلاستيكية يحتمل ضررها أمرٌ يسترعي انتباهاً كبيراً. لذا يجب إجراء مزيد من الدراسات لتقييم ما إذا كان وجود اللدائن الدقيقة قد يحفز استجابات مناعية للجسم، أو قد يؤدي إلى إطلاق ملوثات سامة، ما يؤدي إلى حدوث الضرر".
وأكدوا أن الآثار المحتملة للجسيمات البلاستيكية على الأجنة تشمل انخفاض نمو الجنين. كما أوضح العلماء أنه لم يعثر على الجسيمات في مشيمة امرأتين أخريين في الدراسة، الأمر الذي قد يكون نتيجة اختلاف التشريح الفسيولوجي أو اتباع نظام غذائي أو نمط حياة مختلف.
في أكتوبر ، كشف العلماء أن الأطفال الذين يرضعون حليباً صناعياً مُعداً في زجاجات بلاستيكية يبتلعون ملايين الجزيئات يومياً. وفي عام 2019، أبلغ الباحثون عن اكتشافهم وجود جزيئات ناجمة عن تلوث الهواء في المشيمة من جهة الجنين، ما يشير إلى أن الأطفال الذين لم يولدوا بعد يتعرضون أيضاً للهواء الملوث الناتج عن حركة السيارات وحرق الوقود الأحفوري.
وأظهرت دراسة حديثة منفصلة أن الجسيمات النانوية الناتجة عن البلاستيك التي استنشقتها فئران التجارب الحوامل، عثر عليها في الكبد والرئتين والقلب والكلى والدماغ بأجنتها.