كشفت مصادر أمنية أن وفداً استخبارياً من أبوظبي زار تل أبيب شهر أكتوبر الماضي، وناقش مقترحاً لإعادة تنظيم فصائل المعارضة السورية المسلحة في مدن الجنوب السوري المنتشر على طول الحدود مع "إسرائيل".
وبحسب المصادر التي تحدثت لموقع "الخليج أون لاين"، فإن وفداً استخبارياً إماراتياً برئاسة العميد محمد الزهران (عضو اللجنة المكلفة من قبل جهاز الاستخبارات بإدارة الملف السوري) وصل إلى "تل أبيب"، يوم 17 أكتوبر 2020.
وتأتي التحركات الإماراتية بحسب المصدر ضمن خطة أبوظبي لدعم مشروع يضمن مواجهة إيران في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، ومواجهة تركيا على مستوى الحل السياسي في سوريا.
وأوضحت المصادر أن المشروع تمت مناقشته سابقاً على مستوى دبلوماسي "روسي – إماراتي"، إلا أن موسكو رفضت المقترح بصيغته المقدمة واشترطت للموافقة عليه أن تتم إعادة تنظيم صفوف مقاتلي المعارضة الذين أجروا تسويات ومصالحات برعاية روسية ضمن مشروع الفيلق السادس في محافظة درعا.
والفيلق السادس أسس بإشراف وتمويل روسي، وقد تمت من خلاله تسوية الأوضاع الأمنية لشريحة كبيرة من مقاتلي المعارضة السابقين في جنوب سوريا ودمجهم ضمن تشكيل عسكري تحت قيادة القوات الروسية في قاعدة حميميم الموجودة في اللاذقية.
وأكّدت المصادر أن "الإمارات تسعى لتأسيس كيان عسكري باسم المعارضة المحسوبة عليها، وترفض الشروط الروسية لكونها فشلت في إقناع المعارضة السورية في الخارج بإمكانية قبول التشكيلات التي تم تأسيسها بإشراف روسي، ومنها الفيلق الخامس الذي يمتلك فيه القيادي السابق أحمد العودة (المدعوم من الإمارات) نفوذاً مهماً، ضمن استراتيجية أبوظبي التي تهدف إلى تأسيس كانتونات عسكرية يمكن من خلالها مواجهة النفوذ التركي في سوريا ضمن أي حل سياسي شامل للبلاد خلال المرحلة المقبلة".
وتعتقد المصادر الأمنية أن "يتقدم العميد محمد الزهران بمقترح إلى الجانب الإسرائيلي يضمن موافقة أبوظبي على إشراف مشترك إسرائيلي - روسي مقابل سماح موسكو بتأسيس كيان عسكري باسم المعارضة السورية، مع ضمانات إماراتية بالسيطرة الكاملة على هذا التشكيل، وضمان ممارسة مهامه تحت مظلة التنسيق الروسي الإسرائيلي".
وتعتمد "أبوظبي في خطتها على عدد من القيادات السابقين في المعارضة السورية؛ ومن أبرزهم عماد أبو زريق، القائد العسكري لما يسمى جيش الثورة والذي يضم فصائل المعتز واليرموك والمهاجرين والأنصار وتربطه علاقة وثيقة بالمخابرات الإماراتية" وفق المصدر.
وكذلك "عدي الحاجي، من كوادر الجهاز الأمني لجيش الثورة سابقاً، ومقيم حالياً في الأردن"، وبينت المصادر أيضاً أن أبوظبي تسعى من خلال مشروعها إلى استقطاب وتنظيم 14 عنصراً أساسياً من القياديين خلال المرحلة الأولى؛ تمهيداً لاستقطاب كوادر أخرى من العاملين والمقربين من مقاتلي المعارضة في مراحل لاحقة.
وأعلنت الإمارات، في ديسمبر 2018، وبشكل مفاجئ افتتاح سفارتها في دمشق، ثم قامت البحرين بذات الخطوة، في محاولة لإعادة تعويم النظام بعد عزلة دولية واسعة.
وظهر دفء العلاقات بين الأسد والإمارات مؤخراً (بعد إعلان التطبيع) مع وصول طائرتي مساعدات خلال 5 أيام تحمل 25 طناً من المواد والتجهيزات الطبية ومستلزمات الوقاية والفحوص المخبرية المتعلقة بفيروس كورونا، وفق وكالة أنباء الأسد "سانا".
وكان محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، قد استغل موضوع تفشي فيروس كورونا مجرياً أول اتصال معلن من نوعه مع بشار الأسد منذ عام 2011، مؤكداً دعم الإمارات للشعب السوري.
وتعمل أبوظبي على دعم مليشيات كردية انفصالية في مناطق شمال سوريا؛ وذلك لمواجهة تركيا، التي تقود عمليات عسكرية في مواجهة هذه المليشيات بالتعاون مع فصائل الجيش الحر باعتبارها تهدد الأمن القومي التركي وتسعى لتفكيك سوريا.