نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أعده مارك مازيتي قال فيه إن صفقة بيع طائرات إف-35 للإمارات ستحرف ميزان القوة بالمنطقة وتعطي الإمارات الصغيرة الفرصة لاستعراض عضلاتها في التنافسات الطائفية وحروب الوكالة.
ورفض المشرعون الديمقراطيون التحرك المتعجل قبل نهاية إدارة ترامب التي أخذت الطرق القصيرة بدلا من متابعة العملية التي عادة ما تمر بالبنتاغون والخارجية والكونغرس التي تنظر في حكمة عملية بيع السلاح.
وشهد الكونغرس في السنوات الأخيرة جهودا مشتركة من الحزبين للحد من مبيعات السلاح إلى دول الخليج، خاصة السعودية. لكن المشرعين الديمقراطيين يعترفون أنهم لن يحصلوا على دعم عدد كاف من الجمهوريين للوقوف أمام صفقة البيع.
إلا أن عملية تسليم الأسلحة تحتاج إلى سنوات وربما تقوم إدارة بايدن بإلغاء الصفقة. وعبّر عدد من المستشارين للرئيس المنتخب عن شكهم في مبيعات السلاح لدول الخليج بسبب الحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن والتي أدت إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين.
وقالت وزارة الخارجية، إن الصفقة تضم حوالي 50 طائرة أف-35 و18 طائرة بدون طيار "ريبر" وأسلحة دقيقة أخرى. ويسعى المسؤولون الإماراتيون للحصول على مقاتلات إي- 18 غراولر للحروب الإلكترونية والتي تقوم بالتشويش على الدفاعات الجوية للعدو إلا أن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الطلب لم تتم المصادقة عليه بعد.
وكان قرار البيع متوقعا، خاصة أن مسؤولي الإدارة الحالية سرعوا من عمليات بيع الأسلحة بالتوازي مع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل أو ما أطلق عليها اتفاقيات أبراهام.
ونفى المسؤولون في الإدارة أن تكون صفقة السلاح نتيجة مباشرة للتطبيع الذي يعتبر جزءا من محاولات واسعة تقوم بها واشنطن لدفع الدول العربية لعقد اتفاقيات مع "إسرائيل" وعزل إيران. ولكنهم لم يجادلوا في أن الزخم للمبيعات وبعد سنوات من طلب شراء أف-35 مرتبط بالمبادرة الدبلوماسية.
وفي الحقيقة ربط وزير الخارجية مايك بومبيو بين الأمرين في إعلانه يوم الثلاثاء حيث قال إن الاتفاق التاريخي الإماراتي لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بناء على اتفاقيات أبراهام يقدم فرصة لتغيير المشهد الإستراتيجي بالمنطقة وبطريقة إيجابية.
وحاولت إسرائيل التي تملك الطائرات منع بيعها إلى الدول الأخرى في الشرق الأوسط. لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعارض الصفقة للإمارات، رغم حديثه لاحقا أنه عارضها، وذلك كجزء من محاولته لدفع الإمارات إلى التوقيع على اتفاقية التطبيع والتي قدمت له انتصارا دبلوماسيا.
وظلت سياسة الولايات المتحدة ومنذ حرب 1973 تقوم على منح إسرائيل ما أطلق عليه "التفوق النوعي العسكري" على جيرانها العرب.