جدد المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، الأحد، تمسكه بانفصال جنوب اليمن عن شماله، معتبرا أنه من المستحيل استمرار الوحدة بأي شكل من الأشكال، على الرغم من اتفاق الرياض الموقع مع الحكومة اليمنية الذي يرفض خيار الانفصال.
جاء ذلك على لسان ناصر محمد الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الجنوبي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، خلال لقائه في الرياض القائم بأعمال السفير الألماني لدى اليمن يان كرواسر، وفق الموقع الإلكتروني لـ"الانتقالي".
وقال الخبجي إن مستقبل العملية السياسية وفرص نجاحها يكمن في إدراك التطلعات العادلة والمشروعة لشعب الجنوب، وحقهم في تقرير مصيرهم المكفول في المواثيق الدولية. وشدد على "استحالة استمرار أي شكل من أشكال الوحدة".
ويقول المجلس الانتقالي إن الحكومات المتعاقبة في اليمن أهملت تنمية الجنوب وهمشت سكانه وأقصتهم من المشاركة في الحكم.
ودخل جنوب اليمن وشماله في وحدة طوعية بتاريخ 22 مايو 1990، بعد اتفاق بين رئيسي الشطرين حينها علي عبد الله صالح (شمال)، وعلي سالم البيض (جنوب).
وتأسس المجلس الانتقالي في 2017، ويسيطر على العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب) ومحافظة سقطرى (جنوب شرق)، إضافة إلى مناطق جنوبية أخرى.
وتطرق الخبجي إلى اتفاق الرياض الموقع بين المجلس والحكومة اليمنية في نوفمبر 2019، بقوله إن "المجلس الانتقالي حريص على التنفيذ الفعال للاتفاق وآلية تسريعه".
وأضاف: "المجلس زود الدول الراعية للاتفاق بكافة الخطط والتصورات والبيانات المطلوبة لتشكيل الحكومة، والفصل بين القوات في محافظة أبين (جنوب) ونقلها إلى الجبهات، ونقل القوات العسكرية إلى خارج عدن".
وأعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، نهاية يوليو الماضي، آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض، تتضمن تخلي المجلس الانتقالي عن الإدارة الذاتية في المحافظات الجنوبية، وتشكيل حكومة كفاءات مناصفة بين الجنوب والشمال.
كما تتضمن استمرار وقف إطلاق النار بين الحكومة الشرعية والمجلس، وخروج القوات العسكرية من عدن إلى خارج المحافظة وفصل قوات الطرفين في أبين، وإعادتها إلى مواقعها السابقة.
وإضافة إلى الصراع بين الحكومة والمجلس الانفصالي، يعاني اليمن تداعيات حرب مستمرة للعام السادس بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ عام 2014.
وخلفت هذه الحرب 112 ألف قتيل، بينهم 12 ألف مدني، وبات 80 بالمئة من السكان يعتمدون على مساعدات إنسانية للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
ويزيد من تعقيدات هذا النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ 2015 ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.