أكدت مصادر يمنية سقوط مئات القتلى والجرحى في اشتباكات بين الحوثيين والقوات الحكومية جنوب مدينة الحُديدة، ورحبت الخارجية اليمنية وجماعة الحوثي معا ببيان أممي دعا إلى وقف القتال فورا.
وقالت مصادر عسكرية إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الحوثيين والقوات اليمنية المشتركة، المدعومة من الإمارات، في محيط بلدة الدُريهمي (جنوب الحديدة)، وأسفرت عن إعادة فرض الحصار على المقاتلين الحوثيين المتمركزين في البلدة.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين يمنيين تأكيدهم مقتل 52 شخصا، بينهم مدنيون، جراء القتال في المحافظة، في حين أعلن بيان لألوية العمالقة التابعة للجيش اليمني "مقتل وإصابة مئات الحوثيين، خلال الأيام الماضية (لم يحددها)، ومن بينهم قيادات حوثية بارزة (لم يسمها)".
وفي حين لم يذكر بيان الجيش وقوع قتلى وجرحى بين قواته، أعلنت مصادر عسكرية يمنية لوكالة الأناضول مقتل 15 وإصابة عشرات من القوات الحكومية خلال الأيام الماضية.
وعبر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث عن قلقه من التصعيد العسكري في الحديدة؛ وقال إنه يمثل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار، ويتعارض مع روح المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، مطالبا الأطراف بوقف فوري للقتال.
ورحبت الخارجية اليمنية ببيان غريفيث، وقالت في بيان إن الحكومة اليمنية حريصة على الالتزام بما عليها منذ التوصل لاتفاق ستوكهولم قبل عامين، وإنها تفاعلت بإيجابية مع كل الدعوات والمبادرات، بما في ذلك دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في مارس الماضي.
واتهمت الخارجية اليمنية الحوثيين بالتصعيد العسكري وارتكاب "خروق مستمرة" لوقف إطلاق النار، وتعطيل وتقييد عمل بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة.
في المقابل، رحب المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة على تويتر ببيان غريفيث، وذلك بخصوص التأكيد على الالتزام باتفاق ستوكهولم والتعامل الإيجابي والفعال مع آليات التنفيذ المشتركة لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، حسب قوله.
ومنذ بداية الشهر الحالي، يقول سكان محليون إن المعارك الأعنف منذ توقيع اتفاق ستوكهولم عام 2018 ما زالت متواصلة، وعلى بعد أميال من ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، والذي يدخل عبره 75% من احتياجات اليمن الأساسية.
ومنذ 2015، ينفذ تحالف عربي تقوده الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.
وخلفت الحرب المستمرة للعام السادس 112 ألف قتيل، بينهم 12 ألف مدني، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو ثلاثين مليون نسمة، يعتمدون على مساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، بحسب الأمم المتحدة.