طالب صندوق النقد الدولي، دول مجلس التعاون الخليجي، بضرورة دعم القطاعات المتضررة من الضربة المزدوجة لأسعار النفط وفيروس كورونا.
وتكبّدت العديد من القطاعات الاقتصادية في منطقة الخليج خسائر باهظة خلال الفترة الأخيرة، ومنها النفط والسياحة والتجارة والبورصة.
وقال صندوق النقد الدولي، الخميس، إن الصدمة المزدوجة لتفشي فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط، ينبغي أن تدفع دول الخليج إلى إعطاء الأولوية لتقديم الدعم المالي للقطاعات المتضررة باقتصاداتها غير النفطية، والتي من المتوقع أن تتباطأ هذا العام.
ودشنت الحكومات والبنوك المركزية في الدول الخليجية المصدرة للنفط حتى الآن حزم تحفيز ذات قاعدة عريضة لتخفيف الأثر الاقتصادي للوباء. وواصلت أسعار النفط انخفاضها، أمس الخميس، مدفوعة بتراجع الطلب العالمي على الخام، مع تفشي فيروس كورونا بشكل متسارع عالميا وتباطؤ اقتصادات الدول المستوردة، وفقد برميل برنت نحو 3% في التعاملات المبكرة أمس.
وقال جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، إنه ينبغي على السلطات في دول الخليج تبنّي نهج محدد الأهداف لدعم اقتصاداتها على النحو الأفضل والاحتفاظ بقدرتها على التعافي بعد الوباء.
وأضاف لرويترز: "لم تتأثر جميع القطاعات هذا العام، وبالتالي لا تحتاجون في البداية لإجراءات من النوع الشامل".
وأشار أزعور إلى قطاع السياحة في البحرين وقطر والنقل واللوجيستيات في الإمارات، باعتبارها القطاعات التي ينبغي أن تستفيد من الدعم المالي.
ووصلت حزم التحفيز المطروحة حتى الآن إلى نحو 30 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في البحرين وسلطنة عمان، وأكثر من عشرة بالمائة في الإمارات وقطر، وأكثر من أربعة بالمائة في السعودية، بحسب وكالة فيتش للتصنيف الائتماني.
وفقدت معظم أسهم الخليج الرئيسية الزخم الخميس، منهية صعودا استمر ليومين نجم عن حزمة تحفيز عملاقة حجمها تريليونا دولار في الولايات المتحدة، تهدف إلى تخفيف الضرر الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا سريع الانتشار.
في أبوظبي، هبط المؤشر 3.8 بالمائة مع نزول سهم بنك أبوظبي الأول، أكبر بنوك البلاد، واتصالات خمسة بالمائة و4.9 بالمائة على الترتيب. وتراجع مؤشر بورصة دبي الرئيسي 0.8 بالمائة. ونزل سهم بنك دبي الإسلامي، وهو أكبر بنك إسلامي بالإمارات، 3.1 بالمائة، في حين هبط سهم إعمار مولز 3.6 بالمائة.
وخسر مؤشر بورصة قطر 0.7 بالمائة، حيث نزل سهم بنك قطر الوطني 3.5 بالمائة وتراجع سهم مصرف قطر الإسلامي 1.4 بالمائة. وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الدوحة أغلقت مؤقتا جميع محال الصرافة، اعتبارا من أمس الخميس، للحد من انتشار الفيروس.
وسجلت دول مجلس التعاون الخليجي الست نحو 2500 حالة إصابة بفيروس كورونا و8 حالات وفاة. ورصدت السعودية أكبر عدد من الإصابات، حيث بلغ 900.
وقال صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع إن جائحة فيروس كورونا ستؤدي إلى ركود عالمي في 2020 قد يكون أسوأ من ذلك الذي أوقدت شرارته الأزمة المالية العالمية في 2008 و2009.