قالت صحف مغربية إن الرباط ومدريد تجنبتا أزمة دبلوماسية "خطيرة" كادت تندلع بينهما، بناءً على ما نشرته صحيفة "إلموندو" الإسبانية اليومية حول "إيقاف" دورية إسبانية مكلفة بحراسة مياه سبتة (شمال)، الخاضعة للنفوذ الإسباني، زورق سريع كان على متنه العاهل المغربي الملك محمد السادس في 7 أغسطس الجاري.
وتصدّر الخبر الذي نشرته صحيفة "إلموندو" الإسبانية اليومية الصحف والمواقع الإلكترونية الإخبارية المغربية، راصدة تداعياته على المغرب وإسبانيا، في وقت لم يصدر فيه حتى الساعة 17: 05 تغ أي بيان رسمي من المغرب بشأن هذا الحادث.
وفي صفحتها الأولى، كتبت صحيفة "الصباح" المغربية (خاصة) اليوم خبرًا بعنوان: "الحرس المدني الإسباني يُحرج فيليبي السادس (ملك إسبانيا) أمام الملك (محمد السادس)"، نقلت فيه عن صحيفة "إلموندو" الإسبانية قولها إن "وحدات خفر السواحل الإسبانية اعترضت سبيل اليخت الملكي قبل أن تتدخل القيادة وتقدم اعتذارها".
وأفادت الصحيفة بأنه "تسببت وحدة بحرية تابعة للحرس المدني الإسباني بسبتة المحتلة في إحراج العاهل الإسباني أمام جلالة الملك إثر اقتراب عناصرها من اليخت الملكي، في 7 غشت (أغسطس) الجاري".
ونشرت "الصباح" تصريحات عن مصادر إعلامية تأكيدها بأن "هذا الحادث كاد يتسبب في أزمة دبلوماسية لولا التدخل المباشر للعاهل الإسباني، إذ لم تمض ساعة من الزمن على الواقعة حتى توجهت دورية من كبار ضباط الحرس المدني، يتقدمهم الكولونيل أندريس لوبيث، إلى اليخت الملكي لتقديم التحية والاعتذار ووضع طاقمها رهن إشارته".
من جانبها، كتبت صحيفة "أخبار اليوم المغربية" (خاصة) أن الرباط ومدريد تجنبتا "أزمة دبلوماسية خطيرة" كادت تندلع بينهما بسبب هذا الحادث.
ووصفت الصحيفة ذاتها هذا الحادث بالمثير الذي "أوشك أن يغرق العلاقات المغربية الإسبانية في أزمة دبلوماسية خطيرة بعد زيارة الملك فيليبي السادس إلى المغرب"، على حد قولها، مؤكدة أن "إسبانيا اعتذرت عن الحادث".
وفي 14 يوليو الماضي، زار العاهل الإسباني الجديد فيليبي السادس، المغرب ليومين، وتعتبر الزيارة هي الأولى من نوعها منذ تنصيبه رسميا ملك لبلاده في 19 يونيو الماضي خلفا لوالده خوان كارلوس الأول.
كما أثار الحادث الذي نشرته الصحيفة الإسبانية اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعية المغاربة وتساءلوا عن حقيقته، وسبب سكوت السلطات المغربية عن هذا الحادث.
ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان حادث جزيرة تورة الواقعة في مضيق جبل طارق المتنازع على سيادتها بين المغرب وإسبانيا والمعروفة في الإعلام المغربي باسم "جزيرة ليلى"، في يوليو 2002، الذي أدى إلى وقوع أزمة دبلوماسية كبرى بين المغرب وإسبانيا، وفق وكالة "الأناضول".
وحينها نزلت على شاطئ الجزيرة مجموعة من الجنود المغاربة لمراقبة عمليات الهجرة غير الشرعية حسب الحكومة المغربية، ما أدى بالجيش الاسباني إلى محاصرة الجزيرة برا وجوا وإلقاء القبض على الجنود المغاربة وتسليمهم إلى السلطات المغربية عبر الحدود عند سبتة الواقعة تحت السيطرة الإسبانية، تأكيدا لسيادة اسبانيا على سبتة وجزيرة "تورة".