أحدث الأخبار
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد
  • 12:04 . "صحة" توفر جراحة تفتيت حصى الكلى بالليزر للأطفال لأول مرة في أبوظبي... المزيد
  • 11:51 . الجامعة العربية تدعو للتفاعل الإيجابي مع مبادرة السلام السودانية... المزيد
  • 11:50 . مصرع رئيس أركان الجيش الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة أثناء مهمة رسمية بتركيا... المزيد
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد

جدتي

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-12-2019

كانت جدتي -رحمها الله- سيدة طيبة، راضية دائماً، ومكافحة كما تقتضي الحياة من امرأة بسيطة في ذلك الزمن الصعب من سنوات الخمسينيات، منحتها الحياة الكثير من الذكاء، لكن أكبر مواهبها كان إجادتها فن الطهي.

تقول أمي إنها تضطر في معظم صباحات الشتاء إلى إعداد أكثر من نوع من الخبز لوجبة الإفطار بحرفية لافتة، رغم البرد الشديد في تلك الأيام التي كانت فيها البيوت مكشوفة على أفنية واسعة تجاور البحر وتصفر رياح الشتاء عند مداخلها طيلة الوقت، وكانت صبورة جداً، لكن لا شيء يقف في وجهها عندما تغضب حين تتعرض للضغط الشديد!

لماذا يقولون إنكم كنتم تعيشون في فقر وشظف إذاً؟ هذا لا يتسق مع امرأة تُعدّ نوعين من خبز للفطور مثلاً، ألا يعتبر ذلك ترفاً بعض الشيء؟ ثم أين هي تلك المرأة المستلبة التي يصورونها لنا؟ تجيبني: «كان للمرأة احترامها، كما لم نعانِ ذلك العوز أو الفقر المدقع كما تتصورون، كان الرجال يخرجون في مواسم غوص تطول أحياناً، لكنهم يعودون بالخير، وفي الأيام التي لا يغوصون فيها كانوا يخرجون للمزر أو صيد السمك، أما عندما هجروا الغوص فقد ذهبوا إلى الدول المجاورة للعمل في النفط مع الإنجليز، كما مارسوا أعمالاً أخرى في المدن».

كيف تعلمت جدتي الطهي؟ من علّمها؟ أسأل أمي، تجيبني أن البيوت عادةً ما كانت كبيرة وتعجّ بنساء كثيرات، كانوا كقبيلة كاملة تسكن بيتاً واحداً، وكانت هناك نساء تم جلبهن من بلدان بعيدة، يعرفن فنوناً ومهارات لا نعرفها، كنا نعلّمهن ونتعلم منهن بشكل مباشر، فليس أمام المرأة سوى أن تتعلم ما استطاعت لتثبت جدارتها.

توقفت عند مسألة النساء اللواتي ينتمين إلى ثقافات مختلفة وجُلبن من بلدان بعيدة، ويعشن تحت سقف واحد في بعض البيوتات قديماً -وهنا أتكلم عن مجتمع ديرة على الأقل حيث عاشت عائلتي وما زالت- فهذا الأسلوب في الحياة، أو لنقل هذه الثقافة، ما كانت لتوجد لو لم يكن هناك أناس يمتلكون ذهنية منفتحة على الآخر المختلف عنهم ثقافياً.

نحتاج أن نكتب عن تفاصيل حياة النساء في تلك السنوات البهية، ففيها الكثير مما يجب أن يُقال ويُعرف!