قال استشاري ورئيس قسم الأنف والإذن والحنجرة في مستشفى الكويت، التابع لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، أحمد العمادي، إن 20% من سكان دولة الإمارات، مواطنين ومقيمين، يعانون من مشكلات في السمع.
وأضاف العمادي، أن هذه النسبة مرتفعة، ومعظم المرضى يعانون من الطنين واختلال جهاز التوازن بالأذن الداخلية، مشيراً إلى أنه تأتي العيادات حالات كثيرة من مختلف الأعمار، ففي الأطفال أكثر ما يتم رصده هو التهابات الأذن المزمنة ومشاكل ما خلف الطبلة، وكبار السن يعانون من نقص السمع واختلال التوازن ودوخة وعدم الاتزان والطنين.
وأوضح أن الأطفال إذا كانت مشكلتهم في القوقعة نفسها فنسبة نجاح زراعة القوقعة تفوق 90%، أما إذا كانت المشكلة من العصب السمعي نسبة النجاح تكون أقل إذ يعتمد الأمر على مكان الخلل، فالأطفال الذين يعانون نقصاً في السمع بعد الولادة تجرى لهم أشعة رنين مغناطيسي للتأكد من وجود العصب أم لا، إذ يتم زراعة القوقعة في حال وجود العصب ما يساعد الطفل على الكلام والسمع بصورة عادية.
وأكد أن الإمارات لا تمتلك في الوقت الحالي علاجاً داخل الدولة لمشكلات العصب السمعي، وهي مشكلة تنتج عن تشوهات خلقية إذ يولد الطفل بدون عصب سمعي (غير متكون)، لكن في بعض الدول مثل الولايات المتحدة وجدوا حلاً لهذه المشكلة، عبارة عن جهاز يتم تثبيته على جذع الدماغ ويسمى brainstorm implant، مشيراً إلى أن الوزارة ترسل المرضى الأطفال المواطنين للعلاج في هذه المراكز بالوقت الحالي.
وأشار إلى انتشار مرض (فقدان السمع الفجائي) وهي حالات موجودة بكثرة في العيادات الخارجية بالمستشفيات، لافتاً إلى أن الطب لم يصل لسبب محدد لهذه المشكلة، إذ تقول دراسات إن سبب المرض التهاب فيروسي، وأبحاث أخرى تعتبر أن السبب عدم التروية الدموية، وفي هذه الحالات لابد من معالجة المريض بسرعة لأنها حالات طارئة يبذل الأطباء فيها مجهوداً كبيراً لمحاولة إعادة السمع بأدوية الكورتيزون.
قال إن أحدث التقنيات في علاج نقص السمع هي زراعات القوقعة، إذ تم تطوير جهاز الزراعة بحيث أصبح خفيفاً وعملية زراعته روتينية بعدما كانت لحالات خاصة فقط، ويتم إجراؤها للصغار والكبار ونتائجها جيدة جداً، إذ تصل لنسبة نجاح أكبر من 90%، حتى الأطفال الذين يعانون من نقص كامل في السمع يصبحون طبيعيين ويذهبون للمدرسة العادية.