حذّر نائب وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، من أن استمرار دولة الإمارات في دعم ما وصفه بالتمرد المسلح في عدن (جنوب)، "لن يفضي إلى حل".جاء ذلك في لقاء جمع الحضرمي بسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن، كريستوفر هنزل، بالعاصمة السعودية الرياض.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، أن الحضرمي ناقش مع السفير الأمريكي تطورات عملية السلام في اليمن، وجهود الحكومة الرامية إلى إنهاء التمرد العسكري في بعض المحافظات الجنوبية، والذي يقوده ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات.
وقال الحضرمي إن "استمرار الامارات في دعم التمرد المسلح في عدن، وتبرير القصف الجوي السافر على القوات الحكومية، واعتباره في إطار مكافحة الارهاب، أمور لا تستقيم، ولن تفضي إلى حل للأزمة".
وشدد على ضرورة التركيز على تصحيح مسار التحالف لضمان تحقيق أهدافه النبيلة، وعلى رأسها استعادة الدولة، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي اليمنية.
وأشار الحضرمي إلى أن الحكومة اليمنية ما زالت كعهدها منخرطة في عملية السلام، وتجاوبت بشكل إيجابي مع كافة المقترحات المقدمة من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، للدفع بعملية السلام.
كما لفت إلى أن الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار يعمل بكل مهنية وحرفية، وتعاطى بكل إيجابية في اجتماع اللجنة الأخير.
وشدد نائب وزير الخارجية على ضرورة أن يتم تنفيذ اتفاق الحديدة (غرب)، بانسحاب مليشيات الحوثي من المدينة وموانئها قبل الحديث عن أي مشاورات قادمة.
وعبر عن أسفه لاستمرار تعنّت الحوثيين الذي قال إنه أسفر عن فشل كل محاولات فريق الخبراء الأمميين في زيارة وتقييم خزان "صافر" العائم والممتلئ بالنفط الخام منذ 4 سنوات، قبالة ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة، دون أن يتبع ذلك إدانة واضحة وصريحة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.وحمل الحوثيين "المسؤولية الكاملة في حدوث أي كارثة بيئية، بسبب استمرارهم في وضع العراقيل غير المبررة التي أفشلت زيارة فريق الخبراء الأخيرة".
كما حمل الأمم المتحدة المسؤولية الأخلاقية في هذا الشأن، لـ"استمرار صمتها"، وفق تعبيره.
وفي السياق نفسه، ثمن الحضرمي موقف السعودية وقيادتها وجهودها الحثيثة، الرامية لإنهاء "التمرد المسلح" في العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات الجنوبية.
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية رحبت بدعوة المملكة للحوار بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، لافتا إلى أن الحكومة ما زالت تؤكد على أن معالجة آثار هذا التمرد ينبغي أن تكون مبنية على نتائج مراجعة جادة وشفافة لدور الإمارات في التحالف.
وقبل أسبوعين، سيطر انفصاليو الانتقالي الجنوبي على محافظتي عدن وأبين (جنوب)، بدعم من طيران إماراتي استهدف مواقع للجيش اليمني؛ ما أسفر عن سقوط نحو 300 بين قتيل وجريح، حسب بيان لوزارة الدفاع اليمنية.
وأقرت الإمارات، عقب ذلك، بشن تلك الغارات، لكنها بررت ذلك بأنها استهدفت "مجموعات إرهابية مسلحة" ردا على مهاجمتها قوات التحالف في مطار عدن، وهي التبريرات التي رفضتها الحكومة اليمنية ووصفتها بـ"الزائفة". -