هدد كاتب سعودي، في مقال له بصحيفة محلية، بقطع العلاقة مع الكويت وسلطنة عُمان؛ بسبب اختيارهما "الحياد" في الأزمة الخليجية وحصار قطر من قبل بلاده مع الإمارات والبحرين ومصر.
وقال الكاتب محمد الساعد، في مقال له بصحيفة عكاظ، حمل عنوان "ماذا لو أدارت السعودية ظهرها للخليج؟!": إنه "مثلما جاء الحل السعودي بالاستدارة والقطيعة مع الجوار القطري، هل سيكون العزل خياراً مفتوحاً في المستقبل مع من يحمل قفازاً حريرياً محايداً لكنه يخفي خنجره المسموم داخله؟".
ولم يحدد الكاتب السعودي هذه الدول، لكنه أفصح عمن وصفهم بالمحايدين، وهي إشارة واضحة إلى الكويت وسلطنة عُمان؛ اللتين ترفضان الحصار، وتبنتا موقفاً محايداً حيال هذه الأزمة.
وفي مقاله ادعى الساعد أن الأزمة الخليجية وحصار قطر في 2017، دليل على أن القطريين "لم يستطيعوا الاندماج في المنظومة الخليجية" التي حاول الخليجيون تأسيسها عام 1981، وذلك على الرغم من أن الدوحة من أولى الدول التي شاركت بتأسيس كيان مجلس التعاون الخليجي.
وفي لهجة استعلائية، أضاف الكاتب السعودي: "لقد أعطى القطريون إشارة واضحة لبعض العواصم الأخرى التي تضمر العداء للسعودية خفية، بأن جلب المستعمر الإنجليزي مرة أخرى (...) تحت مسمى الشراكة والقواعد العسكرية إلى ضفاف الخليج؛ هو الذي سيجعلهم قادرين على كشف العداء الذي يضمرونه ويخفونه".
مقال محمد الساعد لم يجد ترحيباً عند عدد كبير من المتابعين السعوديين قبل غيرهم، حيث رأى كثيرون ردوا على المقال الذي أعاد نشره الكاتب على حسابه الشخصي في "تويتر"، أن ما ذكره لا يتناسب والعلاقات القديمة والمصالح المشتركة التي تربط المنظومة الخليجية.
كثيرون اعتبروا أن ما جاء في مقال الساعد يزيد من فرقة بلدان الخليج التي عُرفت بعلاقات متينة بين شعوبها، وهو ما لا يتمناه الخليجيون الذين تجمعهم روابط عرفت بعلوها عن الخلافات السياسية.
مقال الساعد اعتبره مغردون أنه لا يقترب من حرفية الكتابة الهادفة، وأن المقال لا يعتبر سوى موضوع موجه ليحمل رسائل "كره وتفرقة".
جدير بالذكر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، فرضت حصاراً على قطر في يونيو 2017؛ بدعوى أن الدوحة تدعم الإرهاب وهو ما تنفيه الأخيرة وتقول إن الغاية من الحصار هو للتأثير على قرارها السيادي.
ووقفت كل من الكويت وسلطنة عمان موقفاً محايداً، وسعتا لحلّ هذه الأزمة، لكن الدول المحاصرة ترفض التوصل إلى حلّ للخلاف والجلوس على طاولة الحوار.