اتهم وزير الدول للشؤون الخارجية؛ "أنور قرقاش"، وزير الخارجية الأمريكي السابق؛ "ريكس تيلرسون"، بالتعامل السطحي مع اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو 2017.
وعبر حسابه الموثق على تويتر، اعتبر "قرقاش" أن اتخاذ "تيليرسون" موقفًا مبكرًا من قطر أعاق قدرته على التعامل الجاد مع الأزمة غداة اندلاعها، أو مراعاة "المشاغل الحقيقية للدول الأربع حول دعم الدوحة للتطرف والإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي" حسب تعبيره.
وأضاف: "متابعتنا معه خلصت إلى أن مشاغل الدول الأربع، لم تكن في صلب اهتمامه، ومن الواضح أن الوعود القطرية آنذاك حول ملف التطرف والإرهاب لم تفِ بها الدوحة".
وتأتي تصريحات الوزيرقراقش، بعد إدلاء "تيليرسون" بشهادة أمام قادة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، تضمنت رؤيته للأزمة الخليجية، وطريقة التعامل معها حين كان وزيرًا.
وأورد الوزير الأمريكي السابق في شهادته أن تعاظم ثروة قطر بعد اكتشافات الغاز جعلها أكثر استقلالية في السياسة الخارجية، وزاد من دورها الفاعل إقليميا، ما أدى إلى تعارض الرؤى بينها وبين السعودية والإمارات.
وذكر الوزير الأمريكي السابق أن السعوديين والإماراتيين أبلغوا "جاريد كوشنر"، صهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، ومستشاره السابق للشؤون الاستراتيجية "ستيف بانون"، خلال مأدبة عشاء في 2017 بالرياض، عن خططهم السرية لفرض الحصار على قطر، مشيرا إلى أنه لم يكن يعلم شيئا عن تلك الخطط قبل إعلانها.
وأشارت "نيويورك تايمز"، الخميس، إلى أن العديد من النقاد يرون أن ما حدث إبان الأزمة الخليجية يظهر أن "كوشنر" و"بانون"، كانا على علم بالسياسة الخارجية في المناطق الأكثر حساسية في العالم خلال السنة الأولى لإدارة الرئيس "دونالد ترامب"، دون إخبار كبار المسؤولين.
ولفتت إلى أن حصار قطر أدى لزعزعة العلاقات التي حافظت عليها الولايات المتحدة بالمنطقة منذ فترة طويلة، في وقت تستضيف الدوحة قاعدة عسكرية أمريكية مهمة في الشرق الأوسط (العديد).
وعندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارا بزعم دعمها الإرهاب، كان "ترامب" يميل إلى تأييد دول الحصار الرباعي، قبل أن يتراجع ويثني على أمير قطر ويصفه بأنه "مناصر كبير" لمكافحة تمويل الإرهاب، و"رجل عظيم وصديق"
وبدا أن "تيلرسون" يحمل رؤية متعارضة مع اتجاه "ترامب" آنذاك، إذ صرح بأن "الحصار الذي تفرضه دول خليجية على قطر غير مقبول"، مشددا على ضرورة "بقاء مجلس التعاون الخليجي موحدًا".