وهدفت التجربة، التي شارك فيها 26 طفلاً، تضمنوا ذوي الهمم، إلى رفع وعي أولياء الأمور المقيمين في الدولة تجاه ظاهرة استدراج الأطفال، خصوصاً خلال أسفارهم ورحلاتهم، لتعزيز قدرة أبنائهم على التعامل بحذر مع الغرباء، وعدم استجابتهم للمطالب والمغريات التي تقدم إليهم بهدف استدراجهم، فضلاً عن إكسابهم المهارات والأساسيات اللازمة لتعزيز سلامتهم في الأماكن العامة، وكيفية التصرف عند التعرض لمواقف مختلفة.
وشارك في التجربة كل من مديرة إدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، رئيسة اللجنة المنظمة لحملة سلامة الطفل هنادي صالح اليافعي، ومدير المبادرات والأنشطة بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة نهلة حمدان، والمستشارة النفسية هند البدواوي، وأحد الممثلين في هذه التجربة وهو عمر الرشيد، الذين استخدموا طرقاً وحيلاً مختلفة لاستدراج الأطفال، من بينها تقديم الوعود بشراء الألعاب أو الحلويات لهم، أو التظاهر بمعرفة أولياء أمورهم، وأسفرت نتائج التجربة عن وقوع 13 طفلاً من أصل 26 ضحيةً للاستدراج خلال أربع ساعات، بينما رفض بقية الأطفال التجاوب مع حيل وطلبات المستدرجين للذهاب معهم.
وحرصت الحملة قبل إجراء التجربة على أخذ موافقة الأهل، وتوقعاتهم حول ردود أفعال أطفالهم بالاستجابة أو الرفض لعملية الاستدراج، وتم تقديم النصائح للأطفال الذين لم ينجحوا في التجربة واستجابوا للمستدرجين، وتعزيز الوعي لدى أولياء الأمور بأهمية تعليم أطفالهم كيفية التصرف عند التعرض لمثل هذه المواقف.
وقالت اليافعي: «تكمن أهمية التجربة وما ترتب عليها من مؤشرات خطرة في تقديم رسالة وأهداف حملة سلامة الطفل بطرق وأساليب جديدة أكثر تفاعليةً، قادرة على ترك الأثر الأكبر في نفوس أولياء الأمور والأطفال، وقياس ردود أفعالهم حول مجموعة من المخاطر التي قد تحيط بأطفالهم، إلى جانب رفع مستوى مساهمة الأهل في توعية أبنائهم بعدم التجاوب مع الغرباء، وطرق التعامل السليمة في حال تعرضهم لمواقف قد تلحق الأذى والضرر بهم». وأضافت: «لمسنا من خلال مشاركتنا في التجربة ردود أفعال مختلفة من الأطفال، بغض النظر عن اختلاف أعمارهم وجنسياتهم، إذ إن هناك العديد من الأهالي والأطفال الذين كان لديهم وعي كافٍ نحو هذا الموضوع، ما أدخل الفرحة والسرور في قلوبهم، في حين واجهنا الكثير من الاستياء والحزن لدى أهالٍ استجاب أطفالهم للاستدراج».