خصصت صحيفة "الاتحاد" الرسمية الصادرة في أبوظبي افتتاحيتها لليوم لحث العراقيين على الحوار وذلك تزامنا مع اندلاع مواجهات بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان على خلفية الاستفتاء الأخير.
صحيفة "الاتحاد" قالت في افتتاحيتها: "تؤكد الإمارات في كل مناسبة وفي كل محفل دولي أو إقليمي أنها تؤمن بالحوار لحل كل الخلافات السياسية مهما استعصت، وأن فكر الإمارات وسياستها وقولها وعملها واتحادها الراسخ اندماجي وحدوي ينبذ الإقصاء والتهميش والطائفية والتطرف"، على حد قولها.
وقدمت الصحيفة هذه المقدمة للإشارة إلى كونها النموذج والقدوة من جهة، والإشارة إلى تجربتها وسلوكها من جهة ثانية، بما يجعلها مؤهلة للقيام بدور تقريب وجهات النظر بين الفرقاء المختلفين في العراق.
وأكدت "الاتحاد" قائلة: الإمارات "ترى أن كل الخلافات يمكن حلها بالحوار لا بالنار".
وعلى سبيل القطع أضافت الصحيفة: "ويجب أن يكون الحل بالحوار داخل جسد الوطن الواحد".
ولكنها استدركت فورا، قائلة: "وإذا لم يكن بد من الانفصال فلابد أن يتم ذلك بعد الحوار والتفاوض والتفاهم، وليس قبل ذلك"، على حد تعبيرها.
وختمت الصحيفة الحكومية بالقول إنه "من السهل إشعال الحرائق وإضرام النار لكن من الصعب إطفاؤها"، على حد تقدييرها.
وإزاء هذا الموقف الواعي لأهمية الحوار وكونه سلوكا لدى دولة الإمارات، وتزامنا مع استئناف أمير الكويت زيارته لدول أطراف الأزمة الخليجية، فقد ارتفع منسوب التفاؤل لدى شعوب المنطقة، خاصة أن تقارير إعلامية غربية ادعت أن الإمارات هي من ترفض الحوار تماما مع قطر للوصول إلى حلول لهذه الأزمة، في الوقت الذي زعم فيه مسؤول قطري سابق أن أبوظبي كانت تخطط لغزو بلاده بمرتزقة، وهو ما لم يقدم عليه دليلا.
ومن جهة ثانية، استبشر مواطنون أن تكون هذه الافتتاحية تعبر عن توجهات جديدة داخل الدولة تسمح بالحوار الذي يطالب به قطاع واسع من الإماراتيين مع الجهات المعنية لإطلاق سراح عشرات سجناء الرأي، وتدشين مرحلة وطنية جديدة عنوانها "الحوار لا القمع والاعتقال" على حد ما يقول ناشطون، اشتكوا من غياب الحوار في الدولة حتى وصلت الحالة الوطنية والسياسية اليوم إلى مأزق يخشى أن يفقد الجيمع السيطرة عليه.
يقول ناشطون إنهم يدعون إلى حوار حول المساواة والمواطنة والتنمية وتعزيز العرى الوطنية وتعزيز دولة الحقوق والقانون واحترام الدستور وتعزيز صلاحيات المجلس الوطني واستقلال القضاء، وهذه هي قضايا الشعب الإماراتي التي يسعى للحوار من أجلها، إلى جانب تعزيز عرى الاتحاد.
