أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي أن البلدان المتطورة ستجد من الضروري رفع سن التقاعد إلى 70 سنة بحلول منتصف القرن إذا أرادت أن تتفادى أكبر أزمة تقاعدية في التاريخ.
وقال المنتدى الذي يتوافد زعماء العالم وقادة الأعمال وأفواج من الباحثين والخبراء على ملتقاه السنوي في منتجع دافوس السويسري إن العجز في أنظمة التقاعد الستة الأكبر في العالم سيتضاعف أكثر من أربع مرات إلى 224 ترليون دولار بحلول عام 2050 ما لم يعمل مواطنو هذه البلدان سنوات أطول ويدخرون أكثر.
وأشار المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن العمر المتوقع أن يعيشه من يولدون اليوم يزيد على 100 سنة وأن كلفة توفير ضمان بعد التقاعد للسكان الذين تزداد شيخوختهم بوتائر متسارعة تعادل في جسامتها آثار التغير المناخي، بحسب "إيلاف".
وحذر من أن هذه الكلفة الهائلة والمتعاظمة ستهدد مداخيل الأجيال القادمة وتوقع العالم الصناعي المتطور في أكبر أزمة تقاعدية عرفها التاريخ.
وأوضح المنتدى الاقتصادي العالمي أنه درس أكبر ستة أنظمة تقاعدية في العالم هي الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وهولندا وكندا واستراليا فوجد أنها كلها تواجه ضغوطاً ناجمة عن الزيادة غير المتوقعة في أعداد مَنْ تبلغ اعمارهم أكثر من 65 سنة ، من 600 مليون إلى 2.1 مليار في عام 2050.
ونقلت صحيفة الغارديان عن رئيس قسم النظم المالية والبنية التحتية في المنتدى الاقتصادي العالمي مايكل دريكسلر قوله "إن الزيادة المتوقعة في الأعمار وما ينتج عنها من شيخوخة السكان هي المكافئ المالي للتغير المناخي ويجب أن نعالجها الآن أو نسلّم بأن آثارها السلبية ستطاول الأجيال القادمة وتسلط ضغطاً لا يُحتمل على أطفالنا وأحفادنا".
وبإضافة الصين والهند، أكبر بلدين في العالم بعدد السكان، سيكون إجمالي العجز في مدخرات البلدان الثمانية لأغراض التقاعد 400 ترليون دولار بحلول عام 2050 أو نحو خمسة أضعاف حجم الاقتصاد العالمي اليوم.
واستند تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي في تقديراته إلى حجم الموارد المالية المطلوبة لتوفير معاش تقاعدي يساوي 70 في المئة من دخل الشخص قبل تقاعده.
وقال المنتدى إن الفجوة سوف تستمر في الاتساع بمعدل أعلى من المعدل المتوقع لنمو الاقتصاد العالمي الذي غالبا ما يكون في حدود 4 إلى 5 في المئة سنوياً لأسباب منها شيخوخة السكان، أي زيادة عدد المتقاعدين المتوقع أن يعيشوا سنوات أطول بعد التقاعد.
ومن المقرر أن ترفع بريطانيا سن التقاعد الى 67 سنة بين 2026 و2028 ولكن المنتدى الاقتصادي العالمي قال إن المطلوب زيادة أعلى من ذلك لمنع ارتفاع العجز المتوقع في المدخرات التقاعدية البريطانية من 8 ترليونات دولار الآن الى 33 ترليون دولار بحلول عام 2050.
إذ يمكن أن يعيش نصف الأطفال المولودين في عام 2007 إلى سن 103 متسببين في زيادة الضغط على نظام التقاعد.
ومن المتوقع أن تزداد الفجوة التقاعدية في الولايات المتحدة نحو خمسة أضعاف من 28 ترليون دولار إلى 137 ترليون دولار في منتصف القرن.
وقال جاك غوليت رئيس قسم الصحة والثروة في شركة ميرسر للخدمات المالية التي ساعدت المنتدى الاقتصادي العالمي في إعداد التقرير "أن تحدي المدخرات التقاعدية بلغ نقطة الأزمة وحان الوقت للتحرك". ودعا الأفراد إلى زيادة مدخراتهم الشخصية وحث القطاع الخاص والحكومات على توفير برامج لمساعدتهم.