يُجسد المعرض الفني الذي يجمع الفنانَين التشكيليين السوريين صفوان داحول بعمله "منمنمات"، وثائر هلال بـ"علامات"، ما أطلقا عليه "الأحلام المجهضة والتضاريس النفسية" التي تمر بها المنطقة العربية، وذلك من خلال عروضهما في "غاليري أيام" بإمارة دبي.
ويستمر المعرض الذي افتتح الاثنين الماضي، حتى (4|3) القادم، بحسب صحيفة "الخليج" المحلية، التي قالت: إن "المرء وهو يتأمل لوحات الفنان صفوان داحول في معرضه منمنمات، يشعر أن بعض الأحلام تتضاءل لتبدو أكثر جاذبية".
وتضيف الصحيفة أن اللوحات الفنية التي جاءت صغيرة وبشكل مفاجئ، "توحي وكأنها ابتعدت دهراً، وهي تربط المشاعر بحضور ضخم للوحاته الحالمة – الضخمة جداً العام الماضي".
ويشير داحول إلى أن "الفكرة قد تأتي أحياناً مغلفة بهيئة هدية، كتلك التي جاءته في عيد ميلاد من ابنه البكر، وكانت عبارة عن لوحات بحجم قبضة اليد، استفزته ليجرب الرسم عليها، وهكذا ولدت المفاجأة التي حمّلها كل انكسارات نسائه بحالات عدة".
وباعتباره واحداً من الرسامين الأوائل في العالم العربي، أثبت صفوان داحول مراراً وتكراراً كيف يمكن للوسائط المعاصرة من الفن التشكيلي وصف التضاريس النفسية في المنطقة التي تتغير باستمرار.
أما في معرض الفنان ثائر هلال "علامات"، فيصعب على الزائر أن يمنع نفسه من لمس اللوحة، التي قد يزيد وزنها على 200 كغ، للتعرف إلى التقنية التي صاغ بها هلال أفكاره على شكل "أوطان منهكة تطل عليها الذاكرة من بعيد لترى في تشكيلاتها اللونية كل ذلك الألم اليومي الذي تعيشه منذ سنوات"، بحسب وصفه.
ويبدو أن فكرة معرض الفنان جاءت من جراء سعيه لتجسيد معاناة بلده الأم سوريا، لكنه وجد نفسه في مواجهة كل تلك التقلبات التي تعيشها المنطقة، والتي رافقت لوحاته بوجه عام.
وتشير الخطوات التي يسير عليها "غاليري أيام" في دبي إلى تحول مفصلي في توجهات المشهد الفني في الشرق الأوسط، الذي أصبح الآن يسعى للمحافظة على الزخم المثير الذي حققه، ودفع بالمنطقة إلى الواجهة العالمية التي يسعى إليها من بين أوساط الفن العالمي.