منذ انطلاق العام الدراسي قبل شهرين، ويعيش الإماراتيون والمقيمون ضغوطات وثمن الإصرار على بدء العام الدراسي قبل إكمال الاستعدادات له بصورة كاملة. وتتواصل أزمات ومشكلات البدايات "الارتجالية" حتى قبل أيام من امتحانات النصف للفصل الأول، ولا يزال نسبة كبيرة من الطلاب لم تستلم كتب الرياضيات والعلوم والأحياء ولم يأخذوا منها أي درس لنقص المعلمين أيضا.

وأحدث الأزمات التي لا تزال تثيرها وزارة التربية والتعليم بوزرائها الثلاثة وخاصة حسين الحمادي تتمثل بتضمن الكتب الدراسية التي جرى تعديلها هذا العام على كم كبير من الأخطاء المنهجية والطباعية بصورة دفعت مواطنين غيورين على وصف هذا الأخطاء "بالخطايا الدينية والوطنية" كونها تضمنت أخطاء في آيات القرآن الكريم، فيما تضمنت سيرة الوالد الراحل المغفول له الشيخ زايد أخطاء وطنية أخرى.

خطأ وطني في سيرة الوالد المؤسس

و أثار خطأ ورد في أحد كتب المرحلة الابتدائية بشأن تاريخ وفاة مؤسس دولة الإمارات، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، استياء في صفوف هيئات التدريس وذوي الطلاب، في حين أكدت وزارة التربية أن ما وصفته "بالأخطاء المطبعية" في بعض الكتب هي ضمن النسخة التجريبية، على حد زعمها.

وجاء في الصفحة الـ 84 من كتاب "العربية لغتي" للصف الثاني الابتدائي، أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، توفي في الثاني من ديسمبر عام 2004، في حين أن التاريخ الصحيح للوفاة هو الثاني من نوفمبر 2004. وأن الثاني من ديسمبر هو العيد الوطني للدولة من كل عام.

وما زاد الطين بلة أن وازرة التربية اعتذرت عبر حسابها بتويتر عن هذه الأخطاء، بكلمات كتبتها بطريقة خاطئة ما ضاعف غضب المواطنين وأثار تهكمهم، إذ اعتذروا عن "ألأخطاء"، وهي بحد ذاتها خطأ، إذ تكتب "الأخطاء" فقط، والألف الأولى غير مهموزة.

واستغرب عدد من ذوي الطلاب تدريس معلومة خاطئة عن مؤسس الدولة من دون انتباه، وقالوا: إنهم "فوجئوا -وهم يتصفحون مع أبنائهم المادة- بالخطأ، متسائلين عن كيفية ورود هذا الخطأ على الرغم من مراحل التدقيق والمتابعة التي تتم عادة عند إعداد المناهج".

ووصف تربويون الأخطاء التي تحويها بعض المناهج بـ"الجسيمة"، خصوصاً في الرياضيات والعربية والإسلامية.

وكان ذوو طلبة قد تداولوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة من كتاب "العربية لغتي" متضمنة الخطأ.

وخصصت وزارة التربية والتعليم رابطاً لتسجيل ملاحظات الهيئات التدريسية على المناهج المطورة لصفوف الرابع وحتى الثامن الأساسي، وذلك للوقوف على مدى تحقيقها المعايير والنواتج التي بنيت على ضوئها المناهج الدراسية المطورة.

كما أثار خطأ في كتابة آية قرأنية استهجانا مضاعفا من جانب الإماراتيين الذين أعربوا عن تقبل أي تبرير لخطأ هنا وهناك إلا القرآن الكريم.

ردود فعل الإماراتيين 

وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات التعليقات على الحدث الذي أثار جدلا شعبيا واسع النطاق، إلى جانب استمرار مشكلات وزارة التربية الأخرى.

وقال صاحب حساب "روحي فدا الإمارات": الأخطاء كثيرة ومرهقة و ليست بسيطة خاصة في الرياضيات والفيزياء والكيمياء، وهناك نقص في المعلمين أيضا. طلاب في الثاني عشر ليس لديهم حتى الآن معلم أحياء".

وصاحبة حساب "أمل عساف"، تظهر حجم الكارثة فتقول:" رقم قد يغير نتيجة معادلة كاملة، حرف في معادلة كيميائية قد يقلب الموازين، أنا أتكلم عن مرحلة حساسة عن ثانوية عامة وعلمي".

حساب بنت محمد، أكدت عدم توفر الكتب للعديد من الطلاب ونحن في بداية امتحانات نصف الفصل التي تبدأ في (23|10).

وأكد أصحاب عدة حسابات، أن "الخطأ في نص القرآن ليس خطأ بسيطا"، بحسب آمنة النعيمي.  أما أحمد الإماراتي، فقال: "المفروض منكم التدقيق يا وزارة التربية قبل بداية العام الدراسي".

وصاحبة حساب "إماراتية" قالت:" الخطأ بمعلومة مقبول، أما خطأ في آية قرآنية فغير مقبول، يجب أن يكون هناك تدقيق مضاعف".

واستنكر صاحب حساب "100 في 100"، تهوين وزارة التربية الخطأ الوارد في الآية القرآنية، إذ وصفت الوزارة بالخطأ "بالبسيط"، وقال موبخا الوزارة:" بدل ما تعتذرون وترون بخطئكم، تقولون بسيطة". 

وحساب "بو حمد" قال مستنكرا:" أخطاء مطبعية بسيطة!! وهل تحريف القرآن شيء بسيط" على حد غيرته. وقد أكد أيضا حساب "لبيك يا وطن" "السنة تفاجأنا بتحريف القرآن، 

أما صاحب حساب "سعيد الإماراتي" فقال:" عفوا وزارة التربية، الخطأ وارد والاعتذار عنه فضيلة، فنحن لسنا في القرن ال17".

وقال صاحب حساب "وهيري": أخطاء مجلس أبوظبي للتعليم متكررة في قراراته وفي أخطاء الكتب، والضحية جيل من الطلبة". 

وصاحب حساب "محمد بابكر" أكد أن وحدة دراسية واحدة في مادة الكيمياء فيها 311 خطأ".

أما أم عيسى، فقالت عبر حسابها:" طوروا الكتب للصغار بما يناسب نموهم، رجاء أبناؤنا أمانة".

وكان من بين التغريدات الغاضبة:" صراحة كرهتوا العيال في الدراسة بسبب هذه المناهج الصعبة"، قالت مغردة إماراتية.