إماراتيون تخوفوا من أن يكون لهذا القرار تداعيات وتأثيرات على التركيبة السكانية في الدولة وعلى هوية الإماراتيين ولغتهم الذين يتحولون باستمرار إلى أقلية في بلادهم، على ما يقول إماراتيون.

جاء القرار الرسمي في الوقت الذي تحذر منه مجالس برلمانية منتخبة في العالم من خطورة الانفتاح الاقتصادي الذي قد يكون له تداعيات خطيرة. 

فقد قالت بولين هانسون، مؤسسة حزب "الوطن الواحد" الاسترالي وهي تعترض على سياسة بلادها،  الأربعاء (14|9): "لماذا نسمح للحكومة الصينية، ذلك النظام الشيوعي القمعي، أن يتملك أصولنا؟ لماذا نسمح لأجانب من كل الجنسيات بالاستحواذ على موانئنا وخدماتنا العامة وأراضينا الزراعية وصناعاتنا؟ إن أرضنا أصولنا ليست للبيع."

وفيما لم يتضح دوافع "هانسون" على الفور من وراء هذه التصريحات، إلا أن دوافع الإماراتيين بالتحفظ هي دوافع مهنية وفنية بحت لا تنطوي على رفض أي إنسان، ولكن الإماراتيين يناقشون السياسات الاقتصادية لا جنسيات البشر.

الكاتب الصحفي الاقتصادي الإماراتي محمد العسومي في مقال له اليوم (15|9) بصحيفة "الاتحاد" بعنوان "الخليج والصين.. نحو علاقات استراتيجية"، حاول تعميم وتعويم تخوفات الإماراتيين رغم عدم إنكاره لوجوها عندما تحدث عن العلاقات الخليجية الصينية، وليس الإماراتية الصينية.

  وقال العسومي، "في الوقت نفسه لا نرى أي مبرر للتخوف على التركيبة السكانية، فالتأشيرة الفورية المقترحة في المطار لا تمنح القادمين حرية البقاء والعمل، وإنما فقط الزيارة لمدة محددة، كما هو الحال مع تلك الممنوحة منذ سنوات طويلة لمواطني الاتحاد الأوروبي، والتي لم تترتب عليها تلك المخاوف، علماً بأن مستويات المعيشة في الصين أصابها تغير نوعي، وارتفعت بصورة ملحوظة، وأتاحت للصينيين قدرات مالية حوّلتهم إلى أكبر جالية سياحية تجوب العالم"، على حد قوله.

واعترف العسومي بآثار سلبية نتيجة هذا القرار، مكتفيا بالدعوة للاستعداد للتعايش معها، إذ قال: "الاقتصاد الصيني سيتحول بسرعة إلى أكبر اقتصاد عالمي مع كل ما يترتب على ذلك من تداعيات اقتصادية واستراتيجية وأمنية، وبالتالي على كل بلدان العالم الاستعداد لهذا التحول، ونسج تحالفات تستجيب لهذا التغيير"، على حد تعبيره.

العسومي والجهات المعنية لم تناقش تحفظات المواطنين أو تعلق على تخوفاتهم أو تبث الطمأنينة فيهم جراء تدفق صيني هائل على الدولة لا يجعل الإماراتيين أقلية فقط، وإنما يجعل جميع سكان الدولة أقلية إلى جانب التوافد الصيني المفترض، على حد تخوف إماراتيين.

وفي ديسمبر الماضي أجرى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد زيارة إلى الصين وصفها الإعلام الإماراتي الرسمي "بالمهمة" و "التاريخية".