أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم نحو 4,34 مليار درهم (1,20 مليار دولار) مساعدات خارجية إلى اليمن خلال الفترة من أبريل 2015 إلى يوليو 2016. 

وقالت ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، إن الإمارات كانت من أوائل الدول التي سارعت لإغاثة اليمن ومساعدته في محنته ودعم استقراره، والحفاظ على وحدة أراضيه والوقوف إلى جانب الشعب اليمني، وتقديم أوجه الدعم المختلفة من أجل تحقيق آماله وطموحاته للبناء والتنمية والاستقرار ضمن رؤية متكاملة تتحرك على مسارات متوازنة إنسانية وتنموية واجتماعية وسياسية واقتصادية.

وتوزعت فئات المساعدات الخارجية الإماراتية إلى اليمن ما بين مساعدات تنموية وإنسانية وخيرية حيث بلغت قيمة المساعدات الإنسانية العاجلة 1,482,7 مليار درهم (403,7 مليون دولار) أي بنسبة 34,2 في المئة من إجمالي المساعدات الإماراتية في هذه الفترة. 

مساعدات إنسانية 

شملت المساعدات الإنسانية توفير المعونات الغذائية حيث تم إرسال أكثر من 160 ألف طن من المواد الغذائية، وإرسال أكثر من 111 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية وتوفير سيارات إسعاف وأجهزة طبية. وقد تم تقديم جزء من هذه المساعدات الإنسانية لإغاثة المتأثرين بإعصار «ميج» و«تشابالا» في نوفمبر 2015 في جزيرة سقطرى والسواحل الجنوبية عبر تسيير جسر جوي للإغاثة يحمل 135 طنا من المواد الغذائية وغير الغذائية ومواد الإيواء. 

مساعدات تنموية

و تابعت الهاشمي أن المساعدات التنموية التي تم تقديمها لليمن خلال هذه الفترة، بلغت 2,853,1 مليار درهم أي بواقع (776,8 مليون دولار)، وتوزعت المساعدات الخارجية الإماراتية التنموية لليمن على عدة قطاعات حيث تم تخصيص 800,7 مليون درهم (218 مليون دولار) لدعم قطاع الطاقة والكهرباء إذ تكفلت الإمارات بدفع النفقات التشغيلية لتوليد الطاقة الكهربائية وخدمات الإمداد الكهربائي. 

وقامت بتوفير الوقود والغاز لمحطات توليد الطاقة وتوفير مولدات كهربائية والتعاقد مع شركات محلية لتشغيلها وصيانتها في كل من محافظات عدن وأبين والضالع ولحج وتعز وشبوة وحضرموت ومأرب والمهرة، وتم إنشاء خمس محطات لتوليد الطاقة الكهربائية منها محطتان جديدتان في عدن وتوفير نفقات الصيانة وقطع الغيار. كما قامت الإمارات بتوفير الديزل والوقود والغاز لمحطات توليد الطاقة والمستشفيات والمدارس والمباني العامة في المحافظات اليمنية.

انتقاد المساعدات التنموية

وتفرق منظمات الإغاثة العالمية بين المساعدات الإنسانية التي ترحب بها وتعتبرها الأساس في جهود الدول التي تسعى لتقديم الغوث بدون مردود أو مقابل سياسي أو اقتصادي. أما المساعدات التنموية فإن منظمة "اطباء بلا حدود" مثلا التي قاطعت "قمة العمل الإنساني" في اسطنبول مؤخرا، انتقدت هذه النوعية من المساعدات كونها ذات أبعاد سياسية وتخفي أهدافا مغلفة بهذه المساعدات.

قائد المقاومة الشعبية في تعز حمود الخلافي، انتقد الأسبوع الجاري في مقابلة مع صحيفة "القدس العربي" طريقة المساعدات التي تقدمها دول الخليج إلى اليمن دون أن يشير لأسماء دول بعينها. قائد المقاومة، نوه إلى أن هذه المساعدات تذهب إلى مدن ومناطق ليس فيها معارك ضد المتمردين في حين ان الدعم يجب أن يوجه لمدن الجبهات المشتعلة وليس إلى عدن وسقطرى وحضرموت. ومع إعلان أبوظبي عن خريطة مساعداتها في اليمن يمكن اعتبارها مساعدات انتقائية.

ويأتي إعلان الإمارات عن هذه المساعدات في أعقاب زيارة رئيس وزراء اليمن أحمد بن دغر لأبوظبي الأسبوع الجاري، واستقبال أبوظبي وفد الانقلابيين لمفاوضات الكويت واجتماعهم بنجل المخلوع علي صالح، أحمد، وبعد ساعات من اجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش بالمبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ في أبوظبي أيضا، ومطالبة قرقاش بوضع "آليات أمنية تمهد للحل في اليمن"، دون توضيح المقصود بهذا التصريح، الذي جاء بعد تغريدة لرئيس وزراء اليمن قال فيها إن الإمارات تعد دستورا جديدا لليمن، تقدم فيه "الوحدة بشكل ومضمون جديد".

إماراتيون، أكدوا أنه ليس الآن موعد صدور تقارير رسمية حول مساعدات الدولة الخارجية، متسائلين عن الحكمة من توقيت الإعلان عن هذه المساعدات، بعد فشل مفاوضات الكويت وبعد زيارات ولد الشيخ وبن دغر و وفد المتمردين لأبوظبي على وقع الإعلان عن دستور يمني جديد، لا يعده اليمنيون وإنما دولة إقليمية.