بعد نحو أسبوع كامل ليس فقط لتعرض المواطن الإماراتي أحمد المنهالي لإرهاب الشرطة الأمريكية وتنكيلها به بزعم ورود بلاغ يتهمه بأنه "داعش" لمجرد حديثه باللغة العربية عبر الهاتف وارتدائه الزي الوطني، وإنما من غياب كامل لسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة وكافة قناصل الدولة في الولايات المتحدة ودبلوماسييها، قالت وكالة أنباء الإمارات "وام" أن السفير العتيبة أعرب عن "قلقه" و "خيبة أمله" جراء المعاملة التي تعرض لها المنهالي في أوهايو.
وقال العتيبة في بيان: "في الأسبوع الماضي، تصرفت الشرطة المحلية في مدينة آفون في ولاية أوهايو، بطريقة غير ملائمة واستخدمت القوة المفرطة على نحو لا مبرر له على الإطلاق". وأضاف السفير في بيانه،"إن الحالة التي تستدعي الأسف كان ينبغي الا تحدث على الإطلاق".
بيان العتيبة حمل بنظر مراقبين موقفا باهتا أيضا وليس كونه متأخرا جدا فقط. فالعتيبة لم يُدن ولم ينتقد ما تعرض له المنهالي على الإطلاق بل عبر عن "أسفه" وشدد على أن ذلك لم يكن يجب أن يحدث، وأنه لن يتكرر. وهذه المواقف الضعيفة دبلوماسيا والتي تفرغ قضية المنهالي من جوهرها هو ما يجب أن يكون عليه موقف الولايات المتحدة وليس موقف سفير الإمارات.
فالولايات المتحدة هي التي يجب أن تشعر بالأسف والاعتذار - وهي فعلت على أي حال لمنظمة (كير)- وهي التي يجب أن تؤكد عدم تكرار الجريمة التي تعرض لها المنهالي.
بيان العتيبة أخذ منحى آخر تماما عن مشكلة المنهالي تماما، عندما حاول تبرير ما تعرض له المنهالي والتقليل من شأنه، إذ قال:" في سياق العنف الأوسع الذي اجتاح العالم في الأسبوع الماضي، ربما يبدو الحادث الذي وقع في مدينة آفون (حادثة المنهالي) غير مهم إذا أجرينا مقارنة"، على حد زعمه.
وتابع السفير في بيانه المثير للاستياء، "لكن التسامح والتفاهم ينبغي ألا يكونا على الاطلاق ضحية للتحيز والتعصب في أي مكان، وعلى وجه الخصوص بين الإماراتيين والأميركيين"، على حد قوله.
ورأى مراقبون أن موقف المسؤولين الأمريكيين أقوى بكثير من موقف السفير الذي بالغ في لغة دبلوماسية في غير موضعها، كما يقولون.
وقال العتيبة في بيانه:" الإمارات والولايات المتحدة حليفان وثيقان.. وفي سياق محاربة التطرف، فإن جنود الامارات حاربوا إلى جانب القوات الأميركية ضد حركة طالبان لأكثر من 12 سنة. وقد حلقت طائراتنا مع طائرات سلاح الجو الأمريكي في المهمة الأولى على الإطلاق التي تم إطلاقها ضد تنظيم داعش في سوريا".
هكذا إذن، تعامل سفير الإمارات العتيبة في واشنطن مع قضية المنهالي وهو المسؤول الأول الذي كان ينبغي له التحرك منذ الساعة الأولى لوقوعها، وأن يسافر إلى أوهايو ويزور المنهالي في المستشفى ويصدر عدة بيانات صحفية لا تحمل التبرير والمجاملة للحكومة الأمريكية على حساب الشعب الإماراتي، وفق ما يقوله ناشطون.