على الرغم من دخول القوات العراقية والمليشيات المساندة لها إلى قلب مدينة الفلوجة الواقعة غرب العاصمة بغداد، واستعادتها من قبضة تنظيم الدولة، إلا أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلت عن مصادر عسكرية أمريكية قولها إن أياماً صعبة ما تزال بانتظار القوات العراقية فيها.
وبحسب الكولونيل كريستوفر كارفر، المتحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد، فإنه لا يزال هناك قتال صعب بانتظار القوات العراقية التي دخلت الفلوجة، مبيناً أن مقاتلي التنظيم ليسوا كتلة واحدة متبلورة بحيث يسري القرار على الجميع، بل هم مقاتلون مختلفون لكل منهم قراره.
كارفر اعتبر أن الدعم الجوي الذي قدمته القوات الأمريكية للقوات العراقية ساعد تلك القوات في التوغل إلى وسط المدينة، خاصة بعد أن تمكن سلاح الجو الأمريكي من التعامل مع اثنين من مقاتلي التنظيم ممّن كانوا يستخدمون رشاشاً ثقيلاً في التصدي للقوات العراقية وإعاقة تقدمها.
التوغل السريع الذي حدث، يوم الجمعة، إلى وسط الفلوجة أثار تساؤلات إن كان مقاتلو التنظيم قد غيروا من خططهم في مواجهة القوات العراقية، التي بدأت عملية تحرير الفلوجة منذ 24 يوماً باستخدام القصف المدفعي والجوي للمدينة.
ورغم أن المعركة لم تصل بعد إلى حافة النهايات، تقول نيويورك تايمز، إلا أن القادة العراقيين عبروا عن تفاؤلهم بما تحقق، رغم البطء الواضح في تقدم تلك القوات.
العقيد جمال لطيف، قائد الشرطة في محافظة الأنبار، قال إن الخطوط الدفاعية للتنظيم انهارت، وإن عملية استكمال السيطرة على باقي مناطق الفلوجة لم تعد إلا مسألة وقت.
الولايات المتحدة الأمريكية، التي قادت التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة منذ قرابة العامين، أدت دوراً بارزاً في عملية تحرير الفلوجة؛ وذلك من خلال الدعم الجوي الكبير الذي قدمته للقوات العراقية، بعد أن اشترطت على حكومة العبادي إبعاد الحشد الشعبي عن معركة الفلوجة؛ لما يمكن أن يسببه من توترات طائفية.
ومع انطلاق معركة تحرير الفلوجة قبل 24 يوماً تكشفت أزمة إنسانية عميقة، بعد أن بدأت عوائل تعيش داخل المدينة بالهروب من نيران القصف الجوي والمدفعي، حيث أشارت تقارير أممية إلى أن هناك قرابة 90 ألف مدني يعيشون في الفلوجة، لم تقم الحكومة العراقية بتوفير أي مراكز استقبال لهم بالتزامن مع انطلاق معركة الفلوجة.
وبحسب كارل شمبري، المتحدث باسم مجلس اللاجئين النرويجي في بغداد، فإنه منذ يوم الخميس الماضي بدأ تنظيم الدولة بالسماح للأهالي بالمغادرة، بعد أن انسحب من اثنين من الجسور على نهر الفرات، إلا أنه ما يزال هناك آلاف العالقين داخل المدينة بحسب شمبري.