أفاد كبير مفتي إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، بأنه لا يجوز لطلاب الثانوية العامة الإفطار في شهر رمضان بزعم الحاجة إلى الطعام خلال فترة الامتحانات، فيما يجوز للطلاب في الصفوف الدراسية الأدنى، ممن لم يبلغوا الحلم بعد، أن يفطروا؛ لكونهم غير مكلفين شرعاً بعد.
وكان طلاب في الثانوية العامة طلبوا فتوى تجيز لهم الإفطار في شهر رمضان خلال أيام امتحانات نهاية العام، معتبرين أن الصوم يشكل مشقة عليهم، وهم في حاجة إلى تناول الطعام للتركيز في أثناء الامتحانات.
وقال الحداد في فتوى: إن "طلاب الثانوية العامة بالغون مكلفون، ومن الواجب عليهم الصوم"، مضيفاً: إن "من شق عليه الصيام، ولم يقدر أن يقوم بواجبه، جاز له الإفطار، وعليه القضاء".
وتابع: "طلاب الثانوية العامة غالبيتهم ممن وصلوا مرحلة التكليف بالبلوغ الشرعي، الذي يكون بـ15 سنة، أو الاحتلام للذكر، والحيض للأنثى قبل ذلك، كما أن المكلف السالم من عذر سفر أو مرض بالنسبة للذكر والأنثى، أو الحيض أو الحمل للأنثى، يجب عليه أن يصوم شهر رمضان؛ لأنه أحد أركان الإسلام، لا عذر بتركه، فيجب على المكلف أن يبيّت الصيام من الليل، ويصبح صائماً، فإن طرأ له عذر من مرض أو إرهاق شديد لا يستطيع معه الصيام، بحيث لو صام لأصابه المرض، عندئذ يجوز له الإفطار، ويجب عليه القضاء".
وأكد الحداد أن "الصيام فريضة، وهم أصحاء في دار إقامة، فلا عذر لهم بتركه بسبب ما قد يظن إجهادهم في أداء الامتحانات، والشارع رخص لهم بالفطر عند الجهد الشاق، لكن مع وجوب مباشرة الصوم لوجود سببه، وعدم العذر المبيح للفطر من مرض، أو سفر، أو كِبر، أو نحوها".
وأضاف: على الطلاب "الاستعانة بالله، والاجتهاد في المذاكرة والتحصيل، فالصائم موفق مسدّد ودعاؤه مستجاب"، مشيراً إلى أنهم "إذا تساهلوا في الصيام فإنه سيصعب عليهم القضاء، ويفوتهم الخير الكثير في هذا الشهر، من مغفرة الله، والعتق من نيرانه، ومضاعفة الأجر".