تسببت أزمة مالية كبيرة في عاصفة داخل قناة «الغد العربي» المرخصة في بريطانيا، والتي تبث من لندن والقاهرة معاً، حيث اضطرت القناة لتسريح عدد من الموظفين والصحافيين العاملين في مكتبها في قطاع غزة، إضافة إلى عدد من العاملين معها في القاهرة، فيما استقال أحد مذيعيها من مكتب لندن بشكل طوعي دون أن تعين القناة بديلاً عنه.
وقناة «الغد العربي» كانت قد انطلقت من العاصمة البريطانية لندن منذ نحو عامين، قبل أن تتوسع في القاهرة وينتقل بثها الرئيسي إلى هناك، ويسود الاعتقاد أنها ممولة من دولة الإمارات، وإنها واحدة من المشاريع الإعلامية الداعمة للنظام المصري الذي يقوده الانقلابي عبد الفتاح السيسي.
وكتب أحد العاملين في القناة تدوينة على «فيسبوك» قال فيها إنه كان يعمل في «الغد العربي» في إنتاج الأخبار من قطاع غزة وتم إنهاء عقده بعد سنتين تقريبا من العمل، وأرجع السبب كما أخبرته إدارة القناة إلى الأزمة المالية التي تمر بها.
وبحسب المعلومات التي أوردها عاملون في القناة فقد تم إنهاء خدمات كافة العاملين في مكتب غزة بهدف تقليص النفقات، فيما تقول تقارير على الانترنت إنه تم إنهاء خدمات عشرة من العاملين في مكتب القناة في القاهرة، وربما يكون العشرة هم الدفعة الأولى من التسريحات التي قد تطال آخرين في المستقبل.
وقالت تقارير أخرى على الانترنت إنه تم فصل خمسة موظفين فقط من المكتب وليس المكتب كاملاً، وجاء الفصل في بداية أبريل الماضي على أنه دخل حيز التنفيذ مع بداية الشهر الحالي مايو.
وقال موظف سابق إن الموظفين الخمسة حصلوا على حقوقهم من المكتب، وجميعهم يعمل في الخدمات اللوجستية المساعدة، مشيراً إلى أنّ قوام المكتب حالياً 12 موظفاً بين صحافيين ومصورين ومعدين وإدارة.
وقالت صحيفة «القدس العربي» التي نقلت النبأ، أن المذيع السوري موسى العمر الذي يقدم برنامج «المشهد السوري» على شاشة «الغد العربي» استقال من منصبه أيضاً وغادر القناة، ونشر صورة عبر حسابه على «تويتر» من حفلة الوداع التي أقيمت له في مكتب القناة في لندن، كما ودع المشاهدين في آخر حلقة قدمها وقال لهم أنه سيلقاهم في مكان آخر لكنه لم يوضح أسباب استقالته ولا إلى أين يعتزم الذهاب.
وخفضت القناة أيضاً المكافآت المالية المخصصة لضيوفها، وقللت من التكاليف بصورة واضحة، بما في ذلك التقليل من الاتصال بالأقمار الصناعية، فيما يسود الاعتقاد أن قناة «الغد العربي» تعاني من أزمة مالية كبيرة نتيجة النفقات الهائلة التي تكبدتها خلال الفترة الماضية.
ولأبوظبي اهتمام كبير بدعم هذه القنوات لمناكفة الربيع العربي والمطالب الشعبية العربية ولا سيما الحقوقية وقد كشف باحث ليبي مؤخرا أن أبوظبي تسيطر على 70% من الإعلام الليبي من خلال تمويل قنوات وإذاعات وصحف ليبية لم تثمر شيئا.
حتى الإعلام المصري الذي كان مجندا ضد الرئيس محمد مرسي لم يكن له تأثير كبير لولا تدخل الجيش في انقلابه. ويستدل مراقبون على هذا الزعم بأن الإعلام المصري برمته تقريبا كان ضد دستور 2012 ومع ذلك حاز على أغلبية نحو 65 % من الناخبين المصريين الذين شاروكوا بالاستفتاء بكثافة. وفي المقابل فإن الإعلام بقوته يؤيد السيسي ولكن المصريين قاطعوا انتخابات الرئاسة واستفتاء الدستور وانتخابات البرلمان.
وفور الانقلاب توجه عشرات من الإعلاميين المصريين لأبوظبي للاحتفال واستلام مكافآتهم، على حد قول معارضين مصريين.