كشفت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» أن دولة الإمارات تعتقل مواطناً من سلطنة عُمان منذ أكثر من شهرين بسبب كلمة ألقاها أمام العاملين على الحدود مع الإمارات، عبر فيها عن معارضته للحرب ضد الحوثيين في اليمن، فيما أحيل المواطن العُماني مؤخراً إلى محكمة أمن الدولة في أبوظبي بتهمة «الاستهزاء بسياسات البلاد».
وحسب التفاصيل التي نشرتها الشبكة فإن الشاب العُماني ثامر البلوشي معتقل في سجن الوثبة في إمارة ابو ظبي منذ شهر مارس 2016 على خلفية إعلان رأيه أمام أفراد أمن الحدود في الحرب التي يشنها التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن.
وكان أيوب البلوشي، شقيق ثامر البلوشي، كشف في(15|5) الجاري أن ثامر تعرض للاعتقال في دولة الإمارات منذ مارس الماضي وأنه يحاكم في قضية أمن دولة بزعم «الاستهزاء بسياسة دولة الإمارات».
وأوضح أيوب أن السلطات الإماراتية ألقت القبض على ثامر في منطقة الحدود بعد ساعات من التفتيش، حيث تطرق في حواره مع أفراد الأمن على الحدود، إلى الحرب التي يشنها تحالف من عدة دول عربية بقيادة السعودية ضد قوات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، الأمر الذي اعتبره أفراد الأمن إهانة وإساءة وسخرية، على الرغم من نفي ثامر قصد اﻻستهزاء أو السخرية.
وتم ترحيل ثامر البلوشي إلى سجن العين ومنه إلى سجن الوثبة ذائع الصيت في انتهاكات حقوق الإنسان وحُرم من إصطحاب محاميه أو السماح لأسرته زيارته.
واستنكرت الشبكة اعتقال البلوشي بسبب تعبيره عن رأيه، وقالت في بيان لها إن «على السلطات الإماراتية الإفراج عن الشاب العماني ثامر البلوشي، والتوقف عن استخدام أدوات السلطة في إرهاب نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي والمدافعين عن حقوق الإنسان وكافة أصحاب الرأي، فإهدار حرية التعبير وسيادة القانون يمثل خطرا على المجتمع بأسره، وهذا ما نحذر منه دائماً».
وطالبت وزارة الخارجية العمانية بالتدخل للإفراج عن ثامر البلوشي بسرعة، كما طالبت السلطات في الدولة بإطلاق الحق في حرية التعبير دعما للديمقراطية وسيادة دولة القانون.
يشار إلى أن جهاز الأمن في دولة الإمارات دأب مؤخراً على إختطاف واعتقال كل صاحب رأي يخالف رأي السلطات التنفيذية، حيث سبق أن أخفت الشابة موزة محمد العبدولي (18 عاما) وأختها أمينة وشقيقاها قسرياً لعدة أشهر، ثم ظهرت في محاكمة صورية لتبرير الانتهاكات التي تعرضت لها، كما تعرض للاختفاء أيضا الناشط الحقوقي العماني معاوية الرواحي لعام كامل قبل أن تعلن محكمة أمن الدولة براءته، والأكاديمي اﻻماراتي ناصر بن غيث والصحافي الأردني تيسير النجار .
وتواجه الحريات العامة ولا سيما حرية التعبير قيود صارمة ضد الناشطين على تهم واهية قانونيا ولا عبرة لها إلا في سلوك جهاز الأمن الذي يحاكم قضايا التعبير عن الرأي امام محكمة أمن الدولة على اعتبار أنها "مهدد" للأمن والاستقرار في الإمارات، وهو ما نفاه الناشط الحقوقي الإمارتي محمد بن صقر الزعابي في مقابلة عبر قناة الحوار مؤخرا وهو يعلق على اعتقال "بن غيث" و"النجار".