كتبت صحيفة "القدس العربي" اللندنية في عددها الصادر اليوم الخميس (19|5) مقالها الافتتاحي حول دور حفتر في منع السلام في ليبيا، راصدة تجاهل المجتمع الدولي له.
وقالت الصحيفة، شهدت الأزمة الليبية تطوّرا جديدا تمثّل بإعلان دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية استعدادها لتسليح حكومة «الوفاق» الليبية، التي بدأت القوّات المحسوبة عليها بالاشتباك مع "تنظيم الدولة".
وتابعت الصحيفة، نقطة الاستعصاء التي تواجه الحكومة المذكورة هي إقرار برلمان طبرق لشرعيّة الحكومة، ولكن السيطرة العسكرية لـ"القائد العام للجيش الليبي" خليفة حفتر على المنطقة الشرقيّة من ليبيا التي يقع مجلس النواب ضمن جغرافيّتها.
وأرجعت الصحيفة أسباب تعثر السلام في هذا البلد أيضا إلى، "موافقة السلطات في مصر والإمارات، وهما الراعيتان الفعليّتان للجنرال، على خطة العبور الدولية هذه من الحرب الأهلية إلى التسوية".
وأضافت، في تصريح أخير له لقناة تلفزيونية ليبية قال الجنرال إنه «لم يسمع بتأسيس حكومة في ظل الإرهاب». والمقصود طبعاً هو حكومة «الوفاق»، كما قال إن «لا علاقة له بالحوار السياسي» وأن ما يهمه هو «فرض الأمن والاستقرار وتخليص ليبيا من الإرهاب والإخوان المسلمين»، وأن «الديمقراطية لا بد أن تمر عبر أجيال» وأن حفتر يؤمن بها لأنه عاشها 25 سنة في الغرب!
وأكدت "القدس العربي" أن تصريحات حفتر "تناقض بعضها البعض وتفكّك أي مصداقيّة لقائلها لأنها في مجموعها تعبّر بوضوح وصراحة عن ازدراء هائل لشركائه المفترضين في الوطن، في رفضها للحوار السياسي وفي إقرارها بوجود حلّ وحيد يفرضه هو بقوّته العسكرية ويقضي على الإخوان المسلمين".
وتهكمت الصحيفة قائلة، "وبعد إقراره الأمن والاستقرار فلا بأس بوعد الليبيين (أو من بقي منهم) بديمقراطية «يعرفها هو وحده لأنه عاش في الغرب 25 عاما»… ولكن بعد أجيال!".
واستطردت الصحفية قائلة، "والحقيقة أن تصريحات الفريق أول حفتر هذه، على كاريكاتوريتها، لا تخرج عن سيناريو الفريق أول، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي كان حفتر وما يزال، يأمل في السير على هدى خطاه في الانتقال من السيطرة العسكرية على الأرض والحكومة ومجلس النوّاب إلى رئاسة ليبيا، وهو الأمر الذي استعصى، ببساطة لأن ليبيا ليست مصر، ولأن الحلّ الاستئصاليّ لم ينجح، وهو ما دفع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، في النهاية، إلى اللجوء إلى سيناريو التسوية الحالي".
ورأت الصحيفة أن دعم خيار حفتر الليبي أدى "عمليّاً إلى مآس كبيرة لحقت بالدولة والمجتمع الليبيين، مما عزّز التيار السلفيّ المتشدد الممثل بتنظيم «الدولة الإسلامية»، وساهم في قلقلة أمن دول الجوار القريب وأوروبا، وفي تمكين عصابات المهرّبين من الاتجار بالبشر الراغبين في اللجوء إلى أوروبا عبر البحر المتوسط".
وختمت القدس العربي، مقالها الافتتاحي ، "السبب الوحيد لاستمرار هذا الخيار فاعلاً على الأرض الليبية هو أن سقوطه سيكشف تهافت النموذج المصريّ الذي تأسس عليه.
… وهو الأمر الذي تحاول القاهرة تأجيله ما أمكن".
وكانت أبوظبي خصصت افتتاحية لصحيفة "الخليج" الثلاثاء (17|5) للهجوم على واشنطن وإيطاليا ودول عربية رفضت خطة أبوظبي في ليبيا والتي تتمثل بدعم اللواء المنشق والمتمرد حفتر في حربه الأهلية للقضاء على حكومة الوفاق ولكن جهودها طوال السنوات السابقة باءت بالفشل في اجتماع فيينا الأخير الاثنين الماضي.