قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين غير “مقتنع تماما” بأوروبا موحدة و يعتبرها بمثابة تهديد لبلاده، في مقابلة اجرتها معه شبكة “سي بي أس″.
وقال أوباما في المقابلة التي بثت الشبكة مقاطع منها الاثنين على أن تبثها كاملة الثلاثاء، إن “بوتين يعتبر بصورة عامة الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي والوحدة عبر الاطلسي بمثابة تهديد للقوة الروسية”.
وتابع “أعتقد أنه مخطئ في هذا الصدد. قلت له إن أوروبا قوية وموحدة تعمل مع روسيا قوية ومنفتحة على الخارج، تلك هي في الواقع الصيغة الصحيحة” مضيفا “أنه لم يقتنع تماما حتى الآن”.
وتناول أوباما في المقابلة التي أجريت معه في هامبورغ بألمانيا، أزمة الهجرة التي تهز الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أيضا معنية بهذه المشكلة.
وأوضح “ما قلته (للأوروبيين) أن هذه ليست مشكلة أوروبية فحسب، بل هي مشكلتنا أيضا”.
لكنه شدد على أن “النقطة الأهم والأكثر استراتيجية، هي الضغط الذي تشكله على السياسات في أوروبا، إلى أي مدى تعطي دفعا لقومية اليمين المتطرف، وإلى أي مدى تشجع على تفكك الوحدة الأوروبية، وهذا ما يستغله في بعض الأحيان شخص مثل بوتين”.
وأجريت المقابلة مع أوباما خلال الساعات الأخيرة من رحلة إلى أوروبا دعا خلالها القادة إلى وحدة الصف في مواجهة الأزمة الاقتصادية وأزمة الهجرة وتهديد "تنظيم الدولة".
وفي ذات السياق، أضاف أعضاء لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي بنودا جديدة في مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2017 بهدف مواجهة روسيا التي حلقت طائراتها بشكل استفزازى فوق مدمرة بحرية أمريكية الشهر الجاري.
وقال النائب آدم سميث إن مشروع القانون سيتضمن الكثير من البنود لرد روسيا، وأضاف: «لدينا المال لنشر قوات في أجزاء مختلفة من أوروبا الشرقية، سنركز بشكل رئيسي على التواجد الأمريكي في المنطقة لإظهار الدعم للحلفاء».
وتهدف إجراءات مجلس النواب ضد روسيا في مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني إلى طمأنة الدول الأوروبية التي تشعر بالقلق من التحركات الروسية، واتفق النواب على تخصيص مبلغ 3.4 مليار دولار للمبادرة وهو المبلغ نفسه الذي طلبته إدارة اوباما وأربعة أضعاف ما حصلت عليه المبادرة في العام الجاري.
وتدعم المبادرة التى سيتم مناقشها يوم غد، الأربعاء، توصية للجيش بإقامة محطة دائمة للواء مدرع قتالي في أوروبا حيث يعتزم الجيش بالفعل إرسال لواء واحد مع الحفاظ على حالة من «الدوران المستمر» كما ينص مشروع القانون على تخصيص 150 مليون دولار للمبادرة الأمنية لمساعدة اوكرانيا بهدف المساعدة في تسليح وتدريب الجيش في هذا البلد.
وانتقد الجمهوريون لمدة طويلة الإدارة الأمريكية بسبب ترددها في منح اوكرانيا أسلحة فتاكة لمواجهة روسيا كما برز حرص على ربط جهود الإصلاح في مشروع القانون بالجهود المبذولة لمواجهة روسيا إضافة إلى حمل البنتاغون على شراء أسلحة أكثر فاعلية.
ويسمح مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني للبحرية الأمريكية بالحصول على 350 سفينة، وأوضح النائب فوربس بأنه من المهم توفر هذا النوع من التواجد العسكري حتى تتمكن الولايات المتحدة من ردع أي عدوان محتمل أو مواجهة حوادث معينة.
وقد توترت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا منذ عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وبدأت في دعم الجماعات الانفصالية في شرقي أوكرانيا، ودار جدل في الكونغرس الأمريكي منذ ذلك الحين لاتخاذ تدابير رادعة ضد موسكو ولكن الأحداث الاخيرة في الأسبوعين الماضيين سلطت الأضواء بشدة مرة أخرى على روسيا حيث حلقت المقاتلات الروسية من مسافة قريبة جدا فوق «يو إس إس دونالد كوك» في بحر البلطيق، ووصفت واشنطن هذه التحركات بأنها استفزازية وغير مهنية وغير آمنة. وبعد أيام، تحرشت طائرة روسية مقاتلة بطائرة تجسس أمريكية كانت تحلق في المجال الجوي الدولي فوق بحر البلطيق .
ووضعت روسيا من جهتها اللوم على الولايات المتحدة وحذرت واشنطن من العمل بالقرب من أراضيها وخاصة في المنطقة العازلة، كالينغيراد، التي تقع بين بولندا وليتوانيا على بحر البلطيق. وقال المبعوث الروسي لدى حلف شمال الاطلسي ألكسندر غروشكو بعد اجتماع الناتو – روسيا بأن هذه محاولات لممارسة ضغط عسكري على روسيا مؤكدا بأن موسكو ستتخذ جميع التدابير اللازمة والاحتياطات للرد على محاولات استخدام القوة العسكرية.