أحدث الأخبار
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد

مقاطعة روسيا.. «أكاذيب»

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عبد الله العوضي

الناظر إلى المشهد الأوكراني بعد أن قضمت روسيا شبه جزيرة القرم عن جسدها، دون أن يحرك ذلك ساكناً حقيقياً في العالم أجمع وهذا في حد ذاته كان إذناً غير مباشر لمضي روسيا في هذا الطريق بدليل انتقال الاستفتاءات إلى أجزاء أخرى من شرق أوكرانيا في دونيستك وهانسك ولا يستبعد التوسع أكثر من ذلك.

ومن خلال هذه التحركات السلسة لروسيا في تلك المنطقة بحجة الدفاع عن الناطقين باللغة الروسية الذين بلا شك لهم وجود في كل الجمهوريات التي خرجت من تحت مظلة الاتحاد السوفييتي بعد انهياره، ومثل هذا يعني لقد أنه قد آن أوان بوتين لاسترجاع كل ذلك تحت مظلة أخرى باسم «الاتحاد الأوراسي» من أجل إعادة جزء من الكبرياء الروسي الذي أهدر يوم قطع الاتحاد السوفييتي تقطيعاً.

ما العمل السريع الذي يمكن أن يعيد بوتين إلى عقر داره ليرضى بما تحت يديه بدل الدخول من جديد في معركة حرب باردة حتى الآن وهي مما لا داعي له، فضلاً عن معركة حامية أخرى فاصلة يخرج الجميع فيها بالخسران المبين وإن سمي ذلك انتصاراً في إحدى صوره.

فأقرب سلاح بالطبع هو في فرض العقوبات الاقتصادية التي إلى الآن لم تدعُ بوتين للتفكر في التراجع عن خططه الرامية إلى خلق منطقة أخرى مشتعلة في شرق أوروبا الذي دخل بعض دوله كـ«لاتفيا» و«مولدوفا» تحت الجناح الغربي، أي أنه صار هناك واجب سياسي جديد على الاتحاد الأوروبي للدفاع عمن قَبِلَ سياسته وشروطه قبل الانضمام إليه.

فالاتحاد الأوروبي ومعه أميركا لا يملكان قراراً قاطعاً إزاء هذا المستجد الروسي على الساحة الدولية، فمقاطعة روسيا تعني أن تقاطع أوروبا نفسها لأن لغة الاقتصاد بينها وبين روسيا أقوى من اللغة الروسية ذاتها، فالاقتصاد هنا هو القيد وليس الشرط الذي يوضع أمام روسيا للانسحاب الفوري من مواقع التأزم في أوكرانيا، ومن قبل ذلك كانت في جورجيا التي خاضت حرباً خاطفة فيها منذ سنوات.

لذا اعتبر بعض المحللين أن سلاح المقاطعة هو أكذوبة، إذ لا يستطيع الغرب استخدامه بالأسلوب الأمثل أو بالشكل المطلوب لحل الأزمة الأوكرانية الروسية، فالغاز الروسي ما زال له دور كبير في تحريك عجلة الاقتصاد في أوروبا، وإن بنسب متفاوتة، إلا أن القسط العام لأوروبا لا يقل عن ثُلث الصادرات الروسية من الغاز إلى القارة الأوروبية.

وإذا كان البديل الفوري غير متوفر بهذه السرعة لأن عامل السعر وبُعد المسافات وقربها لا يمكن التحكم فيها بذات السرعة التي تجري بها الأحداث في شرق أوكرانيا.

والأهم في هذه الأزمة المفتوحة على كل الاحتمالات بأن روسيا تتعامل مع العالم على أساس أنها دولة عظمى لا تقل عن أي دولة كبرى في الخريطة الاستراتيجية، وهي بذلك تتغاضى عن الأوصاف التي توصم بها حالياً نتيجة تدخلها في الجزء الشرقي من أوكرانيا بزعم الدفاع عن الأقليات الروسية التي تقطن هناك منذ عقود، وفي وجهة نظر روسيا أن عليها العودة إلى الأصل الروسي ولاء وطاعة وسياسة، فإذا لم يكن الأمر كذلك فلمَ تسعى روسيا إلى زيادة معاشات محاربي الروس القدامى في هذه الفترة بالذات.

فإذا كان قضم القرم من خاصرة أوكرانيا بالونة اختبار عملية لروسيا تجاه الغرب بوجهيه الأوروبي والأميركي لمعرفة أقصى ردود الفعل تجاهها، فإن ميزان السياسة إلى هذه اللحظة في صالحها، وخاصة عندما أتقنت اللعب في مساحات التردد حيالها وفق ميزان القوى الدولية، فهي كسبت في أوكرانيا وسوريا بذات الأسلوب ولا نعني بذلك استخدامها للفيتو، بل تبحث عن جانب إثبات الذات أو إحياء الذات الماضية في صورة الأحداث الحالية.