استدعت الخارجية الأردنية، الاثنين، سفيرها لدى طهران للتشاور معللة ذلك "لتدخلاتها في شؤون دول عربية شقيقة"، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
ونقلت الوكالة عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، قوله: إن "التدخلات الإيرانية تؤدي إلى خلق الأزمات وتعميق عدم الاستقرار".
ويأتي تصعيد اللهجة الدبلوماسية الأردنية ضد طهران بعد أسبوع من زيارة ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى عمّان، الذي جدد من خلالها رفض بلاده والأردن سياسة تدخل إيران في المنطقة، وتأكيد أن هذا التدخل يشعل الفتن "الطائفية" وينمي "الإرهاب"، بحسب بيان مشترك في ختام الزيارة.
وأوضح المومني أنه "عندما تم الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي ما بين دول مجموعة 5+1 وجمهورية إيران، عبرت الحكومة الأردنية في حينه عن مساندتها ودعمها للاتفاق، مدفوعة بالأمل بأن يشكل مقدمة لتطوير وتعزيز العلاقات العربية -الإيرانية على أساس حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والعمل المشترك لتعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق الاستقرار في منطقتنا".
وأضاف: "إلا أن الفترة التي أعقبت التوقيع على ذلك الاتفاق شهدت مواقف من قبل الحكومة الإيرانية لا تنسجم مع آمالنا الأوسع تلك، حيث صدر عنها أو عن مسؤولين فيها، خلال هذه الفترة، جملة من الأفعال والأقوال التي تشكل تدخلات مرفوضة من قبلنا في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة، وعلى الأخص دول الخليج العربية، ومساساً بمبادىء حسن الجوار التي نتوخاها في تعاملاتنا مع الدول المجاورة للعالم العربي، ولا نقبل بأقل منها من دول الجوار تلك في تعاملاتها معنا ومع قضايانا العربية؛ لأنها تؤدي إلى خلق الأزمات وتعميق عدم الاستقرار في منطقتنا".
وتابع المومني: "وأمام هذا الواقع، فلقد خلصت الحكومة إلى ضرورة إجراء وقفة تقييمية في هذه المرحلة وفي ضوء هذه المعطيات والتطورات، اقتضت اتخاذ القرار باستدعاء السفير الأردني في طهران للتشاور، وقد أوعز نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين للسفير في طهران بالعودة إلى العاصمة لهذه الغاية".
وجدد المومني تأكيد حكومته أنها "أسوة بالدول العربية الشقيقة، قد عملت وستستمر بالعمل، لجعل العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية، إيجابية وبناءة، وتأمل الحكومة الأردنية أن تقوم حكومة جمهورية إيران أيضاً بمد جسور الثقة والتواصل مع جوارها العربي، وتثبيتها على القواعد الراسخة لمبادىء حسن الجوار، واحترام سيادة الدول العربية والامتناع عن أي تدخل في شؤونها الداخلية".
وللأردن مواقف متذبذبة من إيران تارة تساند مشروعها في سوريا والعراق وتدعم العدوان الروسي على سوريا وتارة تتجه لتأييد السعودية ولكنها في كل الأحوال محسوبة على توجهات أبوظبي في المنطقة.
وقد وصف الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في مقال له مؤخرا أن ملك الأردن ومحمد دحلان يهاجمان تركيا من أجل أبوظبي، وأن الأخيرة وعمان لا يقدمان للتحالف الإسلامي سوى الخطابة.