أكد الدبلوماسي التركي الرفيع، ومستشار رئيس الوزراء سابقا، إمر الله إشلر أن "تركيا مع مصر وليست ضد مصر وموقفها انها ضد الإنقلابات ولا يمكنها الموافقة عليها"، لكن تراث تركيا ومبادئها لا يمكنهما إسعافها لتبرير انقلاب عسكري والموافقة عليه سواء في مصر أو أي مكان في العالم.
وأوضح في حوار له مع "القدس العربي" أن تركيا لديها موقف أخلاقي في هذه المسألة، فهي سبق أن عانت من الانقلابات العسكرية وكل انقلاب كان يؤدي لتأخير البلاد لـ20 عاما، مؤكدا لا نحب هذا المصير للأشقاء في الشعب المصري ونقول موقفنا وكلمتنا هنا ببساطة…نحن مع حق الشعوب والمشاركة السياسية والديمقراطية ولا نستطيع تأييدا نقلاب عسكري هل يجعلني ذلك عدوا لمصر؟ بالتأكيد لا.
وأشار إلى أن تركيا منفتحة على جميع الأطياف والتيارات السياسية وليس الإخوان المسلمين فقط. في الموضوع المصري كانت لنا نصيحة، لكن اليوم نتحدث عن إنقلاب عسكري ورئيس شرعي منتخب في السجن، كيف نلام على ذلك؟
وحول "احتضان الإخوان المسلمين ووجود 70 ألفا على الأقل منهم في اسطنبول لوحدها"، بحسب ما قال مراسل الصحيفة العربية، قال إيشلر: "هذه أيضا مبالغات الماكينة الإعلامية العربية والتصوير المشوه، اسطنبول يا عزيزي مفتوحة بدون تأشيرات لعدد كبير من شعوب المنطقة، ألغينا التأشيرات سابقا على اللبنانيين والمصريين والأردنيين والسوريين ..كل المكونات والتيارات موجودة الآن في تركيا".
علمانية الحزب
وحول حزبهم "العدالة والتنمية"، قال السياسي التركي: "في اللوائح الداخلية لحزبنا نعارض تأسيس الأحزاب على أساس «ديني» ونؤمن ان تركيا دولة ديمقراطية «علمانية» متنوعة ومتعددة الثقافة ولا يوجد فصام لدينا في هذا الإطار".
وبعد استفسار مراسل الصحيفة عن افتتاحية الرئيس أردوغان خطابه بتلاوة آيات من القرآن الكريم، قال إشلر "أردوغان رجل مسلم ومنسجم مع نفسه، بماذا تريدونه ان يبدأ خطاباته؟ غالبية الدول العربية في دساتيرها نص على ان دين الدولة هو الإسلام ولا تطبق ذلك في الواقع".
العلاقة مع إسرائيل والتساهل مع الإرهاب
وحول علاقة أنقرة بتل أبيب، يوضح إيشلر "قلنا إن تركيا تتعامل مع الجميع والأخوة في العالم العربي يقيمون سلاما مع إسرائيل وهي أمر واقع، وللعلم يعرف الجميع ان تركيا تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وترفض محاصرته وتستغل علاقاتها وإتصالاتها دائما لدعم أصحاب الحق".
وأضاف "في الكثير من المفاصل كان شرطنا لإقامة إتصالات مع الإسرائيليين رفع الحصار عن أهلنا في قطاع غزة، وفي الماضي القريب ليس سرا أننا كنا نتوسط بين سوريا وإسرائيل وقد حضر أولمرت إلى هنا على هذا الأساس، بالتالي لا مجال للقبول بالمزاودة على تركيا ومواقفها".
وحول الاتهامات التي تواجه تركيا بالتساهل مع الإرهاب، قال إيشلر: "نحن نعاني من الإرهاب وردي على هذه الفرية بسيط ومختصر، فتركيا الآن هي البلد الوحيد الذي يواجه الإرهاب المنظم من أبشع تنظيمات المنطقة المتشددة وأكثرها إجراما ودموية وسعيا للخراب، فبصمات المجرمين الذين يزعمون انهم يتحدثون بإسم الأكراد واضحة، وكذلك إرهاب تنظيم داعش على الأرض التركية، فأين التسهيلات التي تتحدثون عنها؟".
وأضاف: "قد نكون الدولة الوحيدة في المنطقة اليوم التي تواجه الإرهاب ويستهدفها من أنشط الخلايا المجرمة اليوم. وهنا قد يطرح البعض إستفسارا حول الرابط بين الإرهابيين الذين يستهدفون تركيا، انتم تعلمون الرابط وقد يكون «الوكيل» واحدا".