صرح الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أنه تم الاتفاق مع شركات تركية، لتوفير طاقة كهربائية، لتغطية احتياجات محافظة عدن جنوبي البلاد، والمحافظات المجاورة لها من الطاقة، خلال فصل الصيف القادم.

وأبلغ هادي، المتواجد حاليا في تركيا للمشاركة في مؤتمر القمة الإسلامية الـ 13 في مدينة اسطنبول، محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، خلال اتصال هاتفي، أن الطاقة الكهربائية، ستصل ميناء عدن خلال الفترة القادمة (لم يحددها)”.

وتعتمد عدن، التي أعلنتها السلطات عاصمة مؤقتة للبلاد، على محطة “الحسوة الحرارية” في توليد الطاقة، لكن تهالكها يجعلها تخرج عن الخدمة لعدة ساعات في اليوم، وهو ما كان يتخوف منه المواطنون، خشية تكرار أعطالها الصيف المقبل، لا سيما وأن حرارة الجو، تتجاوز 40 درجة مئوية.

وفي المحافظات الشمالية من البلاد، ما زال التيار الكهربائي منقطعا، منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام، بسبب خروج محطة مأرب الغازية، شرقي البلاد عن الخدمة، حيث لجأ السكان إلى الطاقة الشمسية كبديل مؤقت.

وذكرت وكالة  أنباء سبأ اليمنية، أن الرئيس اليمني، اطّلع خلال الاتصال بمحافظ عدن، على سير الأوضاع في المدينة، من حيث الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، وحجم الأضرار التي لحقت بالمحافظة، جراء السيول والأمطار التي شهدتها الخميس.

ولفت هادي، أن الحكومة تولي المحافظة اهتماماً كبيراً في مختلف المجالات التنموية، من أجل عودتها إلى وهجها الحضاري المعهود، بحسب المصدر ذاته.

ويأتي هذا التطور اليمني التركي الجديد في أعقاب زيارة المحافظ المحسوب على أبوظبي مرتين منذ توليه المنصب في ديسمبر الماضي، كانت إحداها في يناير والثانية في أبريل الجاري، وقد قال الزبيدي ومصادر إماراتية إعلامية ورسمية إن زيارتي المحافظ تناولت تزويد عدن بالكهرباء وبعض الخدمات الأخرى، في حين يرى ناشطون أن زيارات الزبيدي لا علاقة لها سوى بالأمن من جهة وعلاقاته الشخصية مع جهات تنفيذية وأمنية في أبوظبي.

ومنذ تحرير المدينة من قبضة الحوثيين في يوليو الماضي وتقدم دولة الإمارات خدمات إغاثة كبيرة جدا وتغطي جوانب حيوية.

ومن شأن دخول تركيا على هذا الخط أن يفجر صراعا بين أنقرة وأبوظبي خاصة بعد أن أزاح هادي نائبه ورئيس وزراءه خالد بحاح الشهر الجاري، وقد وصفت مصادر يمنية هذا الخطوة من جانب هادي بأنها استباق لإحباط محاولة انقلاب قد يحضر لها بحاح بدعم أبوظبي، وأن استبدال بحاح بمحسن الأحمر المقرب من إخوان اليمن قد أثار احتجاج أبوظبي رسميا، كونها تسعى لعزل الإخوان اليمنين كأحد مكتسبات مشاركتها في عاصفة الحزم.

وقد وصفت "وول ستريت جورنال" الأمريكية مدى سيطرة النفوذ الإماراتي في عدن، بأن أبوظبي هي الحاكم الفعلي في الجنوب الذي تتهم أنها تدعم انفصاله عن الوطن الأم، وكل ذلك يجعل حضور تركيا لعدن أحد الحساسيات بين الجانبين، كون أبوظبي ترى في تركيا داعما للإسلام الوسطي في حين أبوظبي تتصدر العداء لهذا التيار الشعبي العريض.

ومؤخرا زار هادي تركيا برفقة الزبيدي زيارة رسمية، وهي الزيارة التي أثارت تحفظ أبوظبي أيضا.