بعدما نشر ناشطون الأسبوع الماضي فيلما وثائقيا قصيرا بعنوان "المال الحرام" والذي كشف دور أبوظبي وتحديدا مفسر الأحلام وسيم يوسف المجنس أردني الأصل، في الإساءة للسعودية والتشكيك بمواقفها السياسية واستهداف علمائها، أرسل جهاز الأمن وسيم يوسف للرياض في محاولة يائسة للرد على الفيلم، ولكن ما حدث أكد حقيقة مواقف الشعب السعودي الذي هو صاحب المقولة المشهورة "لحوم العلماء مسمومة"، فتعامل مع "يوسف" بما يليق.

محاضرة وإلغاء

كان مقررا أن يحاضر وسيم يوسف في ندوة سعود المريبض بعنوان “‏الانتماء للوطن من منظور إسلامي” ولكن الرفض السعودي الشعبي واسع النطاق وتعبير السعوديين عن غضبهم تم إلغاء الندوة فيما وصف البعض أن ذلك يعبر عن "هروب" للمحاضر من جهة وعن عدم ثقته بقدرة الأمن السعودي من حمايته من جهة أخرى. 

وظل "يوسف" يزعم أنه هو الذي ألغى الندوة وليس أن الداخلية السعودية هي التي ألغتها، وبرر ذلك في اتصال مع صحيفة "عكاظ" السعودية أنه تلقى تهديدات بالقتل، فقام بإلغائها، خوفا على حياته وعدم ثقة بإمكانيات الدولة السعودية في حمايته ما يعتبر إساءة مضاعفة للشعب السعودي والسعودية أيضا.

وقال "يوسف" على تويتر، "‏أعتذر للأحبة وللجهة المنظمة من حضور المحاضرة لظرف خاص بي، وأعدكم يا أحبتي بالمملكة بمحاضرة قريباً "، على حد زعمه.

ردود الفعل.. ترحب بطرده 

في أول رد فعل على إلغاء المحاضرة، حدثت حالة من الجدل عبر تويتر حيث قد كتب المغردون رسائل في هاشتاج بإسم الشعب السعودي يطرد وسيم يوسف، وقالوا أنهم سعداء بإلغاء هذه المحاضرة، رافضين دخوله إلى أرض المملكة، وقد قال مغردون أخرين بأن الحقيقة هي أنه لم يتم طرده من السعودية، ولكنه وجد أنه شخص غير مٌرحب به على أرض المملكة، ولذلك قرر ألا يلقي هذه المحاضرة.

وقد تسائل الكثير من المغردين عن سبب هذا الهجوم على وسيم يوسف، وهنا قال بعض المغردين أن مواقفه هي التي أدت لهذا الرفض، وقالوا أنه يطعن في علماء المسلمين وذلك على حد قولهم، ولذلك فهو غير مٌرحب به على أرض السعودية.

وقد احتل هاشتاج " #الشعب_السعودي_يطرد وسيم_يوسف" صدارة الموضوعات الأعلى تداولا على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر".

تغريدات ومواقف

وعلق "خالد الحربي": اللي يسب دعاتنا وعلماؤنا لا مكان له بيننا مهما كان وأينما كان، فالشعب مع حكامه وعلمائه ولا يرضى بالخطأ عليهم ، في حين غرد الكاتب السعودي "خالد العلكمي"، : "بالجنوبي، "ودّعنا و التقفوا".

وشارك الكاتب الصحفي "عبد الله العذبة" في الهاشتاج بتغريدة قال فيها : "السعوديون يؤكدون طرد وسيم يوسف الذي يتحداهم ويؤكد أن داعش خرجت من دور تحفيظ القرآن وليس من الأندية الرياضية".

وقال الشيخ المعروف سليمان بن أحمد الدويش معلقاً على استضافة "يوسف" بالرياض": "تواصل معي عدد من الفضلاء بشأن حضور ندوة المريبض والتي سيشارك فيها وسيم يوسف، وقد استخرت الله وقررت الحضور لأجل مناقشته".

وأضاف: "سأطالبه بإثبات ما اتهمني به كون تُهمهُ التي رماني بها تُشكل إن صحّت وأثبتها خيانة مني للوطن، وإن لم يثبتها فعليه مواجهة تبعاتها".

وأشار "الدويش" إلى أنه فضّل الإعلان عن مشاركته مسبقاً "حتى لا يكون للإماراتي "وسيم يوسف" أي عذر في عدم جلب ما يدعم تهمته لي إن وجد من مستندات للمواجهة".

اتصال صحيفة عكاظ

وفي الأثناء زعم "يوسف" أن صحيفة عكاظ لم تتصل به لتسأله عما تعرض له من إذلال وإهانات، ثم عاد وزعم ان الصحيفة اتصلت واعتذرت منه عما نشرته حول واقع الإهانة التي تعرض لها.

فردت عليه الصحيفة بكل حزم، قائلة،" هذا كذب وافتراء منك وتجني على الصحبفة.. عكاظ لم تعتذر وسوف تنشر التسجيل الصةتي بعد قليل".

ونشرت الصحيفة بالفعل التسجيل الصوتي، الذي لم يتضمن أي إشارة من قريب أو بعيد لاعتذار أو ما شابه، فزادت في عزلة "يوسف" وتأكيد عدم الترحيب به، وكيف تعتذر صحيفة عن مشاعر الرأي العام اتجاه شخصية لطالما أساءت للمملكة وقيادتها السياسية والدينية وثبت تآمرها عليها، كما ظهر بفيلم "المال الحرام"

فجهاز الأمن في أبوظبي الذي أرسل يوسف للرياض هو من جلب له ولنفسه الإهانة من هذه الزيارة غير المرغوبة والثقيلة قبل أن يعيد السعوديون يوسف لحجمه ومكانته الطبيعية.