"ماذا ستقدم "وزيرة السعادة" لتجلي حزن المواطنين بعد العاصفة؟"، هكذا عنون موقع "الخليج أونلاين" الإخباري تقريرا موسعا حول العاصفة الجوية وطريقة تعامل الحكومة معها وما الذي يريده الإماراتيون من وزيرة السعادة التي طرح الموقع عددا من التساؤلات حول وظيفة الوزيرة والوزارة.
بعد عاصفة جوية قاسية طالت الدولة لا سيما إمارة أبوظبي، ألحقت أضراراً بالغة في المملكات العامة والخاصة، توجه المواطنون الحزينون على ما فقدوا والمشاهد الصادمة، لبث حزنهم وشكواهم لا إلى "وزير التغير المناخي والبيئة"، المعني المباشر بالكارثة، ولا "وزير تطوير البنية التحتية"، إنما إلى "وزارة السعادة".
والأربعاء (9|3) استقبلت الإمارات إعصاراً من الدرجة الأولى هو الأقوى منذ 15 عاماً، وصادف إتما وزير السعادة "عهود الرومي"، شهرها الأول في منصبها المستحدث للتو، الوزارة التي لا يوجد مقابل أو مثيل لها في أي مكان في العالم، مهمتها السهر على سعادة مواطني البلاد.
عاصفة من الصدمة أيضا
وشعر الإماراتيون بحالة من الحزن بسبب المواقف الصادمة التي عايشوها من جراء العاصفة الجوية العنيفة التي ضربت البلاد، والتي تسببت بأضرار تقدر بالملايين لبعض الإماراتيين، إلى جانب توقف عجلة الحياة، بعد أن تم تعطيل الدراسة ليومين، في حين توقف مطار أبوظبي عن العمل، إلى جانب توقف البورصة لساعات.
وصارع أهل الإمارات الإعصار وسط انتقادات واسعة لـ"تجاهل المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل"، الذي لم يطلق أي تحذيرات سابقة أو إنذارات تكشف شدة الإعصار، على حد ما نقل مغردون، وسط مطالبات بتقديم المسؤولين عن الفوضى التي خلفها الإعصار إلى التحقيق.
وتسببت العاصفة بمقتل طفل مواطن، وغرق وجرف عشرات المركبات، فيما سجلت عشرات الحوادث المرورية في البلاد.
وفي حين قالت إدارة الأزمات والكوارث إنها رفعت درجة الطوارئ إلى المستوى الرابع قبل يومين من العاصفة، إلا أن أبوظبي رفعت حالة الطوارئ إلى الدرجة الأولى الأربعاء، بعد أن بلغت سرعة رياح العاصفة نحو 130 كم/س، ما يعادل سرعة رياح إعصار من الفئة الأولى.
وبث مغردون إماراتيون عشرات مقاطع الفيديو القصيرة على حساباتهم على إنستغرام وتويتر وفيسبوك، كشفت عن حجم الأضرار التي تسبب بها الإعصار، والذي كان يمكن تلافيه بأخذ الاحتياطات اللازمة ونشر التحذيرات بالوقت المناسب.
الوزيرة غائبة عن مواقع التواصل الاجتماعي
ولدى محاولة البحث عن حسابها الرسمي على شبكات التواصل الاجتماعي، تبيّن أنه لا يوجد للرومي أي حساب رسمي أو شخصي على منصتي "تويتر" و"فيسبوك"، على الرغم مما تمثله الحكومة في الإمارات مع تعزيز للتواصل الاجتماعي، لا سيما وأنها وزيرة للسعادة وعلاقتها مباشرة مع المواطنين.
على أن اسم الوزيرة ومنصبها لم يغب عن شبكات التواصل، إذ رافق تغريدات المطالبين بما لا يقل عن عطلة بمناسبة العاصفة المطرية، لا سيما وأن "النفسية تعبانة".
وفي حين لم يكن صحيحاً، ما تداوله رواد شبكات التواصل الاجتماعي بكثرة، عن إشاعة تفيد بأن أول قرارات وزير السعادة إقرارها علاوة بنسبة 100% لموظفي الدولة من قيمة رواتبهم الأساسية، إذ ليس من صلاحياتها أصلاً إقرار علاوات، فإنه من غير الواضح بعد بالنسبة لكثير من الإماراتيين، ما هي صلاحيات وزيرة السعادة تحديداً، أو حتى مهامها وآلية عملها، وطبيعة "السعادة الملموسة" التي من شأنها أن تحققها.
وطبقاً لوصف الموقع الرسمي لرئاسة وزراء الإمارات، فإن مهمة الوزيرة هي: "مواءمة كافة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع الإماراتي"، وهي العبارة التي تحتاج لمزيد من الإيضاح بدورها.
يذكر أن الوزيرة لدى تأديتها القسم الدستوري أمام نائب رئيس الدولة، قد ارتدت قلادة مكتوب عليها Happy "سعادة"، بشكل لافت.
و وفقا لمطالبات المغردين الإماراتيين لوزيرة السعادة لم تزد عن طلب إجازة ليوم العاصفة، ما قد يكشف مجدداً، غموض مهمة الوزيرة وصلاحياتها، وما يمكن أن تقدمه في يوم عاصف لشعبها الذي ينتظر سعادة يلمسها بيديه. كما يقول الموقع الخليجي.
وأصدر مجلس الوزراء قرار رقم (1) لسنة 2016 بشأن ضبط وتنظيم المركز المفترض أنه يعمل ضمن ضوابط ومحددات منذ نشأته وليس فقط بعد اقتراب الإعصار من التسبب في كوارث حقيقية.