موجات غاضبة متلاحقة تجتاج الشارع الإماراتي فور الإعلان عن الجريمة الوطنية الجديدة التي اقترفها جهاز الأمن مؤخرا بحق عائلة الحر معتقل الرأي عضو اتحاد علماء المسلمين محمد عبد الرزاق الصديق بسحب جنسية ابنتيه (أسماء، ودعاء) وشقيقهما (عمر).
وأصدر حزب الأمة الإماراتي الذي يترأسه المفكر الإماراتي حسن أحمد الدقي بيانا شديد اللهجة ضد هذه الجريمة الوطنية الجديدة والتي تتنكر لكل القيم الإماراتية وتتعارض مع كرامة الإماراتيين وحياء نسائهم وفحولة رجالهم، ولا يقبل بها إلا مسلوبو كل المبادئ الخيرة.
وقال بيان حزب الأمة الذي جاء بعنوان، "بيان من حزب الأمة حول قمع حكومة الإمارات لمواطنيها بسحب الجنسية"، لم يعُد في دولة الإمارات العربية المتحدة أي قيمة للدستور حيث ضربت به حكومة الإمارات عرض الحائط عندما اعتبرت أن الانتماء والمواطنة في الإمارات إنما هو انتماء وخضوع للحكومة القائمة وتوجهاتها الأمنية فأقدمت على تجريد ثلاثة من المواطنين من جنسيتهم".
وأشار البيان الغاضب، و "ذلك وفق مرسوم صادر من رئيس الدولة لم يتمكن أحد من الاطلاع عليه حتى الآن، مع العلم بأن رئيس الدولة الذي تصدر المراسيم باسمه يعاني هو أيضامن القمع والإخفاء والمصادرة"، على حد تأكيد البيان وما بات يتهامس به الإماراتيون في مجالسهم الخاصة.
وأكد حزب الأمة، أن هذه الإجراءات التعسفية، لم تقم على أي أساس قانوني، وأن الأدعاء العام لم يقم بتوجيه أية تهمة لهم ولم يُعْـطوا فرصة الاحتكام للقانون، مما يجعل الدولة والدستور والقانون تحت قدم من أصدر مرسوم سحب الجنسية.
وتابع، خالفت حكومة الإمارات شريعة الإسلام التي يستند عليهادستور الإمارات عندما أصدرت مرسوم نزع الجنسية فهي تعاقب أبناء الشيخ محمدعبدالرزاق الصديق عقوبة جماعية وتحملهم (وِزر) والدهم، بينما يقرر القرآن الكريم:(ولا تزر وازرة وزر أخرى).
وأضاف البيان الذي يأتي بعد ساعات قليلة من انتشار أنباء الفاجعة الوطنية الجديدة، قائلا، تثبت هذه الخطوة القمعية الجديدة فشل حكومة الإمارات التام في كل القضايا الأمنية التي لفقتها على دعاة الإصلاح وشباب المنارة وغيرهم وعلى المختطفين وعلى رأسهم الخبير الاقتصادي الدكتور ناصر بن غيث وأبناء الشهيدالعقيد الركن محمد العبدولي وغيرهم من المعتقلين، فقد ثبت بأن القضايا السابقة إنما هي من باب منع شعب الإمارات ممارسته لحقوقه السياسية ومشاركته في صنع مستقبله.
وحذر بيان حزب الأمة من أن "تصاعد معدل القمع السياسي والأمني في الإمارات لينذربالذهاب إلى نفس نماذج القمع العربي الأخرى سواء كان قمعا حوثيا في صنعاء أو قمعا أسديا في دمشق أو قمعا سيسيا في القاهرة"، على حد تقدير الحزب.
وأخيرا، ناشد البيان الإماراتيين، معالجة ما وصفه بـ"السرطان القمعي قبل أن يستفحل"، وأردف، "وخذوا على أيدي سفهائكم فقد ذهبوا بعيدا في تجاوز الحُرُمات وتهديد وجودكم كشعب ومصير، ولئن كانت كلفة مواجهة قمع اليوم السجن، فهي غدا نفس الكُلفة التي تدفعها الشعوب العربية في بقاع مختلفة"، بحسب قراءته لحركة الشعوب والتاريخ ومآلات الأمم الحرة.