أبرز ما يميز زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دولة الإمارات الأسبوع الجاري تأكيد الجانب الأمريكي والإماراتي على محاربة الإرهاب والتصدي له، وكأن الزيارة فقط جاءت لذلك، ولم تسفر بأي شيء محدد و واضح إلا عن ذلك.
وقال "بايدن" كلمته المعروفة "نحن وأبوظبي سوف نحارب الإرهاب معا في أي مكان"، ما جعل العموم والشمول سيد تفسير هذا التصريح المستهجن والذي تزامن مع إعلان القوات المسلحة الإماراتية زيادة مدة التجنيد الإجباري إلى عام كامل بعد أن كان 9 شهور.
الطأئرة الأمريكية، بعد أبوظبي أقلّت "بايدن" إلى تل أبيب، التي وصلها بالتزامن مع تصعيد إسرائيلي ضد الفلسطينيين وقتله نحو 4 منهم بزعم محاولات طعن، مركزا في ذات الوقت على أن الهجمات الفدائية التي ينفذها فلسطينيون مقاومون بأنها عمليات لعناصر "تنظيم الدولة".
ماذا قال نتنياهو لضيفه الأمريكي
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن التطورات في المنطقة، توفر "فرصة لتعميق العلاقات" بين بلاده والدول العربية "المعتدلة"، دون أن يسميها.
وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، غربي القدس المحتلة: "إننا نشهد للأسف انهيار دول في أرجاء الشرق الأوسط، وصعود داعش، والعدوان والإرهاب اللذين تمارسهما إيران". غير أنه استدرك قائلاً: "لكن نواجه أيضاً فرصاً عملاقة ينبع بعضها من ذات التحديات الكبيرة".
وأضاف في هذا الشأن "الفرصة الأولى تتمثل بتعميق العلاقات بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، مما قد يساعدنا في وضع أسس ثابتة للسلام والاستقرار. نستطيع أن نجعل إسرائيل مستقلة في مجال الطاقة لتكون مصدّرة للغاز الطبيعي إلى المنطقة وخارجها، ونستطيع أن نستخدم التكنولوجيا المتطورة من أجل مواصلة تحسين عالمنا في مجالات الزراعة، والمياه، وفي مجالات كثيرة أخرى".
وأكدت مصادر إسرائيلية أن دولة الإمارات من بين الدول التي دخلت مع تل أبيب في اتفاقيات أمنية واقتصادية وخاصة في مجال قطاع النفط على ما نقلت صحيفة "معاريف" العبرية، و"جيروزاليم بوست" الإسرائيلية باللغة الإنجليزية.
ماذا ناقش بايدن في أبوظبي
وفي الاجتماع الذي ضم "بايدن" و الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، في أبوظبي، تم مناقشة "محاربة الإرهاب". وأكد محمد بن زايد، بحسب الإعلام الرسمي، أن رؤية الإمارات هي "عالم عربي مستقر وآمن يتطلع إلى المستقبل بتفاؤل وإيجابية، وأن هذه الرؤية تطلب عملاً مشتركاً وجادّاً للخروج من الأزمات التي تهدد المنطقة".
مؤكدا أن دولة الإمارات "تحرص دائماً على التعاون وتبادل وجهات النظر مع حلفائها وأصدقائها في العالم، وفي مقدِّمتهم الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تعزيز أركان الاستقرار الإقليمي، وبناء مواقف واستراتيجيات فاعلة للتعامل مع الأزمات في سوريا وليبيا واليمن، إضافة إلى الحرب ضد الإرهاب".
كما جرى خلال اللقاء بحسب وكالة الأنباء الرسمية (وام) "بحث التنسيق والتعاون القائم بين البلدين في ملف مكافحة الإرهاب والجهود المبذولة في سبيل القضاء على آفة العنف والتطرف ومحاربة التنظيمات الإرهابية. وأكد الجانبان على مواصلة تعاون البلدين في محاربة الإرهاب والتصدي للأعمال التي تقوض الأمن والسلم العالمي بالتعاون مع المجتمع الدولي".
ويرى متابعون "للحرب على الإرهاب" أن هناك قواسم مشتركة بين إسرائيل و"الدول المعتدلة"(واشنطن تصنف الإمارات من بينها) تسمح لهم بإقامة أشكال من التعاون والتنسيق حتى التحالف بزعم "مكافحة الإرهاب".
وفي تصريحات ولي عهد أبوظبي من العموم والشمول ما يتسع لدولة الاحتلال، ما دام الجانبان يشددان على "الأمن الإقليمي" و التصدي "للإرهاب" والتعاون "مع الخلقاء والأصدقاء" وفق ما ورد في التصريحات التي نقلها الإعلام الرسمي.