أفادت إحصاءات صادرة عن مجلس أبوظبي للتعليم بأن أكثر من نصف طلبة مدارس أبوظبي يتلقون دروساً خصوصية، فيما أكد معلمون بمدارس حكومية وخاصة أن القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية يحتاج إلى حلول غير تقليدية، ويستلزم التفكير خارج الصندوق.
وأكدت نتائج استبيان نفذه مجلس أبوظبي للتعليم على أكثر من 52 ألف طالب وطالبة، في الصفوف من الخامس حتى الثاني عشر بمدارس حكومية وخاصة، أن 33.4% من طلبة المدارس الخاصة يتلقون دروساً خصوصية في مادة اللغة العربية، مقابل 59.7% من طلبة المدارس الحكومية.
وأظهرت النتائج أن 42.4% من طلبة المدارس الخاصة و65.7% من طلبة المدارس الحكومية، يتلقون دروساً خصوصية في الرياضيات، فيما يتلقى 34.6% من طلبة المدارس الخاصة، و64.2% من طلبة المدارس الحكومية، دروساً خصوصية في اللغة الإنجليزية، وذكر 13.3% من ذوي طلبة المدارس الخاصة، و20.5% في المدارس الحكومية، أن أبناءهم يتلقون دروساً خصوصية في مادة العلوم.
فيما تساوت نسبة الطلبة، الذين يعتقدون أن المدرسين يشرحون الدروس بطريقة منظمة في المدارس الحكومية والخاصة بنسبة 63%، في وقت أكد 65.3% من طلبة المدارس الحكومية، و69.9% من طلبة المدارس الخاصة، أن المعلمين يحثون كل الطلبة على الاجتهاد والمثابرة.
فيما عزا طلاب بالحلقة الثانوية، في مدارس حكومية وخاصة، سبب استعانتهم بالدروس الخصوصية، إلى رغبتهم في الحصول على تقديرات عالية، خصوصاً أن أسرهم يشجعونهم على ذلك، لضمان النجاح وتحقيق معدلات مرتفعة.
وقال الطلاب: قاسم الحوسني، وأحمد الموسى، وفهد البلوشي، وخالد حسن، لصحيفة "الإمارات اليوم" المحلية الصادرة في دبي، إن «الاستعانة بالدروس الخصوصية لا تعني أن معلم الصف غير كفء، أو أننا لا نفهم شرح المقررات، لكننا نلجأ إلى الدروس الخصوصية لزيادة التحصيل ووجود مساعدة أثناء المراجعة، وحل الامتحانات التجريبية، خصوصاً أننا مطالبون من أسرنا بتحقيق نسب مرتفعة»، مشيرين إلى أن حصولهم على دروس خصوصية يقابله تشجيع من المنزل، وفي حالة رفضهم يتم اتهامهم بالتكاسل، وعدم الرغبة في التحصيل الدراسي.
فيما حمّل تربويون ذوي طلبة مسؤولية انتشار الدروس الخصوصية، بسبب دفع أبنائهم إلى الاعتماد على المدرس الخارجي والدروس الخصوصية بشكل كبير، لاعتقادهم أن الدروس الخصوصية تساعدهم على تحقيق النجاح، والحصول على معدلات مرتفعة.
وحذر المعلمون: أحمد نجيب، وياسر علي، وفاطمة خميس، من حماس ذوي الطلبة لتلقي ذويهم دروساً خصوصية، وعدم علمهم بأن الدروس الخصوصية تفقد الطلبة القدرة على التحصيل الذاتي والمراجعة الدورية والابتكار والبحث عن المعلومة، ما ينعكس بالسلب على مستواهم الدراسي، فضلاً عن عدم انتباه الطالب لمدرس الصف، واعتماده على أن الشرح سيتكرر في الدرس الخصوصي.
من جانبه، أطلق مجلس أبوظبي للتعليم برنامج الدعم المدرسي، بداية العام الدراسي الجاري، بهدف تحسين مستوى الطلبة، ورفع الكفاءة التحصيلية، وتوفير الدعم الأكاديمي لطلبة وطالبات 130 مدرسة، من خلال 48 مركزاً مجهزاً بالكامل، إذ توفر هذه المراكز الدعم اللازم لطلاب الحلقتين الثانية والثالثة، من الصف الثامن حتى الصف الثاني عشر، لرفع مستواهم الدراسي على أيدي معلمين أكفاء، في خطوة حضارية للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية.
وأكد المجلس أنه يسعى، من خلال هذا البرنامج، إلى تحسين مستوى التعليم للوصول إلى المعايير العالمية، وتخريج طلبة مؤهلين يمتلكون المهارات اللازمة التي تمكنهم من الالتحاق بسوق العمل، مؤكداً أهمية طرح برامج إضافية لمساعدة الطلبة على رفع أدائهم، من خلال الاستفادة مما يوفره المجلس من مساعدة إضافية على أيدي أفضل الهيئات التعليمية.
وأشار إلى حرصه على تطوير مهارات الطلبة، من خلال الاستعانة بأفضل الكفاءات التدريسية، القادرة على تعزيز مهارات التفكير المتقدم لدى الطلبة، لافتاً إلى أن برنامج الدعم المدرسي يهدف إلى الارتقاء بمهارات الطلبة، وتعزيز قدراتهم في المواد العلمية، مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.