أحدث الأخبار
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد

مواقع التواصل الاجتماعي.. هل هي معركة؟!

الكـاتب : سامي الريامي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

سامي الريامي

 أجد سبباً منطقياً أو علمياًَ، يجعل البعض يصرّون علی أن وسائل التواصل الاجتماعي ستقتل الإعلام، وتقضي عليه بشكل نهائي، ولا يوجد سبب أيضاً يجعلهم يصورون الأمر علی أنه معركة بين طرفين، ولابد في النهاية، وكنتيجة حتمية، أن ينتصر طرف وينهزم آخر، ولا أدري لِمَ الإصرار علی أن الإعلام هو الطرف الخاسر؟!

محور هذا النقاش أصبح مملاً ومتكرراً، في كثير من المنتديات والملتقيات الإعلامية، والغريب أن هناك إصراراً عجيباً من أنصار الطرف الأول (التواصل الاجتماعي)، علی إثبات أهميتهم وتفوقهم علی وسائل الإعلام في كل شيء، وهم في حقيقة الأمر يعيشون علی هذه الوسائل، ينقلون أخبارها، ويحللونها ويتناقشون فيها، ويتداولون في تغريداتهم وصورهم ما ينقله الإعلام، ثم يحاضرون عن انقراض الإعلام وتفوق التواصل الاجتماعي!

هناك مغالطات كثيرة في هذا الشأن، أولاها: تصوير المعركة بين إعلام جديد وتقليدي، في حين أن حقيقة الأمر تؤكد أن الإعلام الجديد ليس إعلاماً، والإعلام التقليدي ليس تقليدياً!

وسائل التواصل الاجتماعي هي طرق وتقنيات حديثة، لا يمكن الاستغناء عنها، ولاشك في أنها تحقق انتشاراً جيداً، وهي مفيدة جداً لوسائل الإعلام، لكنها تبقى وسائل تواصل لا تغني عن الإعلام، ووسائل الإعلام التي يصورونها تقليدية، هي في حقيقة الأمر منتشرة علی الوسائل التقنية الموجودة كافة، ومتطوّرة جداً في ذلك، ولديها «تويتر»، و«إنستغرام» و«فيس بوك»، ومتابعوها بالملايين، وهي تتمتع بسرعة نقل الأخبار، والأهم من ذلك تتمتع برصيد عالٍ جداً من الصدقية.. فأين التقليدية في الموضوع؟!

كلاهما له مسار، ولكل مسار متابعون، ولكل متابع عاداته التي لن يغيرها بسهولة، فمن الصعوبة بمكان أن يقضي طرف علی آخر، ربما تنقرض الصحف الورقية، هذا احتمال وارد، إن لم يكن بسبب تطور وسائل القراءة، فسيكون بسبب البيئة وارتفاع كلفة الورق، لكن لا أحد يستطيع تحديد موعد ذلك، والأهم هو هل انقراض الصحف الورقية يعني انقراض الصحافة؟ بالتأكيد مخطئ من يعتقد ذلك!

في منتدى الإعلام، الذي اختتم أعماله أمس، تم إطلاق تقرير «نظرة علی الإعلام الاجتماعي في العالم العربي»، وهو باختصار موجّه بطريقة واضحة، لإثبات فرضية تفوق التواصل الاجتماعي علی وسائل الإعلام، ولا أدري لِمَ الإصرار علی ذلك، فالتقرير يظهر تطور أرقام مستخدمي «فيس بوك» في العالم العربي، ليصل إلی 71 مليون مستخدم، كأنه انتصار علی وسائل الإعلام، في حين أنه لا توجد أية صلة بين الطرفين، تماماً كمن يقول إن عدد ركاب الطائرات ارتفع العام الماضي، ليثبت أن الطائرة تفوقت علی السيارة، وأن الناس ستركون السيارات لهذا السبب! علماً بأن هناك 400 مليون نسخة ورقية تصدر في مختلف أنحاء العالم!

الأمر الأكثر غرابة هو أن التقرير، ومن خلال استبيان ميداني، وفي فصل تحت عنوان: «الإعلام الاجتماعي مقابل التقليدي»، أثبت أن المصدر الرئيس للأخبار عند الناس هو كالتالي: 35.14% عن طريق البوابات والمصادر الإخبارية، و30.42% عن طريق مصادر الإعلام التقليدي: (التلفزيون، والصحف، والإذاعة)، و27.59% عن طريق وسائل الإعلام الاجتماعي، وعلى الرغم من أن الأخيرة تقبع، ومنذ أربع سنوات، في ذيل القائمة في الوقت الذي استمر الإعلام في تفوقه مصدراً للأخبار، لم يعترف التقرير بأن مصدر الأخبار في كل تلك الوسائل، أو 90% منها على أقل تقدير، هو الصحافة والتلفزيون، بل ما يدعو إلى الاندهاش أن مقدم التقرير اعتبر أن تلك النسبة نصر لوسائل التواصل الاجتماعي!

أما الأكثر غرابة من ذلك، فهو اختيار القائمين علی التقرير طريقة المؤتمر الصحافي في المركز الإعلامي المخصص للصحافة، لإعلان نتيجة التقرير الذي يحاولون فيه إثبات تراجع الصحف، وتفوق وسائل التواصل الاجتماعي، وكان من الأجدر بهم إعلانها في حديقة التواصل الاجتماعي، التي تبعد أمتاراً قليلة عن المركز الإعلامي، فهل لذلك من تفسير سوى قناعتهم الداخلية بأهمية الإعلام، على الرغم من قناعتهم الظاهرية بتفوق وسائل التواصل!