أعلن وزير الدولة سلطان الجابر ورئيس المكتب التنسيقي للمشروعات التنموية الإماراتية في مصر، "أن مصر سوف تشهد في المستقبل القريب مزيدا من تدفق الاستثمارات الإماراتية إلى مصر". فكيف خالف الجابر سياسات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد الاقتصادية؟
اسثتمارات ضائعة
رغم ما أكده الأكاديمي عبد الخالق عبدالله أثناء زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى الدولة مؤخرا من أن الإمارات لا تستثمر في الأشخاص مهما علا شأنهم وإنما تستثمر في الشعب المصري ومؤسساته إلا حجم الدعم والاستثمار الاقتصادي السياسي الإماراتي لنظام السيسي بلغ في عام ونصف 66 مليار درهم. ومع ذلك فلا يزال الاقتصاد المصري متعثرا والخطط الاقتصادية والسياسية غائبة وفق ما يؤكده واقع الاقتصاد المصري والواقع المعيشي اليومي للمصريين.
وعود الجابر الجديدة
قال سلطان الجابر خلال لقائه مع وزير التجارة والصناعة المصري طارق قابيل "أن العلاقات الوطيدة التي تربط كلا البلدين تعد أساساً قوياً لتنمية العلاقات المشتركة على الصعد كافة، سواء السياسية أو الاقتصادية، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تدفق في الاستثمارات الإماراتية إلى مصر، خاصة في ظل جهود الحكومة المصرية لتحسين مناخ الاستثمار".
"الجابر" عقد لقاءات اقتصادية أخرى مع مسؤولين مصريين طالبوا الدولة زيادة استثماراتها في مصر، وقد جاءت اجتماعات الجابر " في إطار متابعة نتائج زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي" وفقا لصحيفة "الاتحاد" المحلية.
كيف خالف الجابر نائب رئيس الدولة
أجرى الشيخ محمد بن راشد مقابلة مع مجلة "نيوزويك" الأمريكية الأسبوع الماضي وبعد يوم من زيارة السيسي للدولة، عبر فيها الشيخ محمد عن إحباطه من الزعماء العرب قائلا، "لا أحب كثيراً الخوض في قصصي مع الزعماء العرب، لأن بعض القصص مما يدمي القلوب". وضرب نائب رئيس الدولة مثالا بالقذافي، قائلا،" اقترحت عليه (القذافي) أن تكون هناك لجنة لبدء بعض المشاريع.. فوافق.. أرسلنا فريقنا هناك عدة مرات لكن للأسف لم تكن هناك دولة ومؤسسات نستطيع التعامل معها.. بل علاقات ومحسوبيات وفساد.. ونحن لا نستطيع العمل في هذه الأجواء".
ولكن، هل ينطبق ذلك على السيسي أيضا؟
في الواقع وعلاوة على جميع المؤشرات الاقتصادية والشفافية الدولية الرسمية التي تضع مصر في آخر التقييمات في مجال الشفافية ومكافحة الفساد، قالت الكاتبة عائشة سلطان في مقال لها في "الاتحاد" بعنوان، "نظرة على الحالة العربية الراهنة"، بتاريخ (29|10) وهو يوم نشر مقابلة الشيخ محمد بن راشد مع المجلة الأمريكية،"هل من الطبيعي أن تغرق عروس المتوسط (الإسكندرية) بينما يتبادل نشطاء مواقع التواصل تبادل التهم، وهل من الطبيعي أن تحتل مصر على مؤشر الأداء التعليمي المركز 139 من بين 140 دولة !!".
وتابعت "سلطان"، "مصر دولة مؤسسات راسخة وقديمة، لكن البيروقراطية والفساد الإداري للأسف ينخران في أسس هذه الدولة، كما نرى اليوم، ولابد من عمل كبير لإيقاف التدهور!".
ونتيجة لذلك، اعتبر ناشطون أن الحالة التي عليها مصر اليوم تحت الحكم العسكري هي نفس الحالة الطاردة للاستثمار التي كانت في عهد القذافي ووضعت حدا لآمال الشيخ محمد بن راشد، ليتساءل ناشطون، لماذا يخالف الجابر توجهات رئيس الحكومة في إطلاق الوعود بضخ المزيد من المليارات في دولة ينخرها الفساد وفق "سلطان"، ومن يدعم "الجابر" في هذه المخالفات؟